شرفات

أنا زعلان من نقيب الفنانين محسن غازي !

كنت شاهداً على الطريقة التي تعامل فيها الفنان محسن غازي نقيب الفنانين مع صحفية كانت تلاحقه للحصول على تصريح تلفزيوني منه في ورشة الدراما قبل أسابيع ، ونتيجة إلحاحها طردها وكسر خاطرها ، فشعرتُ بحزن لأنها لو لم تكن ترى أهمية في تصريحه لما لاحقته وألحت عليه.

تراجعت الصحفية بخجل، وهي تكاد تبكي، كانت شابة صغيرة لا يتجاوز عمرها العشرين عاماً كما توقعت، وربما توقفت عن تغطية بقية نشاط الورشة ، لأني لم ألحظ وجودها فيما بعد، وربما تركت الصحافة إلى الخياطة .

وعندما شاهدت تعليقاته مع الصحفيين في دار الأوبرا استعدت تلك الحادثة، فلم أجد مايبرر غضبه من الصحافة، فنحن نداري ماتبقى عندنا من شباب يرغبون في المهنة برمش العين، وخاصة أولئك الذين يسعون للحصول على خبر ومعلومات وتصريحات ذات معنى.

لا أخفيكم ، فقد كنت طلبتُ من الصديق تميم ضويحي رقم الأستاذ محسن لأسجل معه حلقة من برنامجي (موزاييك) ، ولكني أقلعت عن الفكرة لأنني تصورت ردا ما قد يقوم به، فيظلمني ، أو يكسر خاطري كما فعل مع الآخرين.

وعندها ماذا سأفعل!

هنا تبرز أهمية الصحافة وقوتها ، فلو أن الصحفي يستند إلى قوة الجهة التي يعمل بها، لما واجه مثل هذه الظروف، وربما ، ولكي نكون صريحين ، لو أن سمعة الصحفي كانت قوية ومتينة لما حصل مع الآخرين ماحصل .

وانتابتني الهواجس :

ماذا لو فعل الأستاذ محسن غازي معي شيئا من ذلك ؟

ماهو رد فعلي ؟ وكيف سأتعامل مع الموضوع ؟

في الأسبوع الماضي ، كنت موجوداً في الحوار المفتوح الذي أجراه بعض الكتاب مع الفنان عباس النوري ، أتعرفون حجم التصريحات التي أعطاها للصحفيين ، أعتقد أن عشرة لقاءات على الأقل سجلت معه من مختلف المحطات الإذاعية والتلفزيونية ؟

كان عباس صابراً، لا يقلل من قيمة أحد ، ويشجع الصحفيين الشباب ويجيبهم على أسئلتهم، بل ويردد اسم كل واحد منهم أثناء الجواب ليزيد ثقة الصحفي به ، بل إنه كان يطلق النكات أثناء الحوار مع الصحفيين والكتاب إلى الدرجة التي أصبحت الساعة التي أمضاها معنا تشبه قصة (الحب) التي تحدثت عنها الصحفية الشهيرة الإيطالية أوريانا فالاتشي، وهي تشرح الحوار بين الصحفي وضيفه . فقد تنتهي قصة الحب نهاية سعيدة ، وقد تنتهي نهاية سيئة كما كان يحصل معها مع كثيرين ممن نشرت حوارات معهم .

ومن مذكراتها أنها ظلت تقرع الجرس عند باب بيت أحد السفراء عدة دقائق إلى أن وافق على اللقاء معها .. هذا يعني أن الإلحاح في طلب اللقاء مع الشخصيات الهامة من مهمة الصحفي .

أنا زعلان من الأستاذ محسن غازي .. وأود أن أخبره أن المهنية التي اشتغلنا عليها، أنا وصديقي تميم ضويحي، عندما كنا شبابا ( الإلحاح والمتابعة) جعلتنا أصدقاء مع كبار الفنانين، وكان صباح عبيد نقيب الفنانين الأسبق الأكثر مشاغبة مع الصحفيين ضيفا دائما عندنا، وكان زهير رمضان نقيب الفنانين السابق الذي يبتعد عنه الصحفيون أكثر قربا منا ..

الأستاذ محسن غازي، أنا أحمد الله أنني لم أكن ضحية ردود فعلك لأنني أكثر إلحاحا مما تتصور عندما أود إجراء حوار مهم ما، وأكثر جرأة من زملائي عندما أشعر أن مهنة الصحافة أهينت !

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى