بين قوسين

أهلاً رمضان

لرمضان في بلدي نكهة لا يشابهها اي نكهة ..

حنين يعيدني الى مكان فارقه جسدي ولكن روحي معلقة هناك .. تأبى أن تغادر ..

يدغدغني صوت الآذان حين يصدح في الاحياء والشوارع قد خلت من كل عابر ..

فلكل طقس في رمضان ايقاع مليء بالحياة والدفء والمشاعر ..

قبل الافطار بساعة , تبدأ زحمة العودة الى المنازل وتمتلئ الطرقات ببائعي الناعم والحلويات والعصائر ، يركنون سياراتهم لبيع ما انتجوه خلال اليوم من حلوى ومأكولات خاصة برمضان للعائدين الى منازلهم ، يحلمون بألذ وأشهى الأطعمة والمأكولات والفطائر .. ليجلسوا حول مائدة اعدتها ربة المنزل .. تفوح منها رائحة الطعام ، ينتظرون صوت الأذان معلنا بدء الافطار  .. ليتشاركوا الصلاة والطعام والأخبار ..

ويبدأ بعده عرض المسلسلات .. تبادل الزيارات والذهاب للمقاهي والمطاعم ..

منهم من يبقى ساهرا حتى موعد السحور ،ومنهم من ينام مبكرا ليستقظ على صوت المنادي وضربات طبلة المسحراتي ليتناول الطعام ويتابع نومه  ..ليستقبل يوما رمضانيا جديدا مكرراً بنفس الروتين ولكنه يحمل الكثير من المتعة والترقب واللقاءات العائلية ..

شهر جميل .. مليء برائحة اطايب الطعام ونكهة العائلة ودفء اللقاء ..

هنا على بعد آلاف الكيلومترات يعيش المغتربون حلما رمضانيا … غني بالاطعمة .. مترف بالخيارات .. فقير بالدفء ومتعة اللقاءات ..

يحاول المغترب ان يعيش الاجواء .. يستحضرها بذاكرته .. يعيشها بخياله .. ولكن لا شيء يعوض عن روح الشهر الكريم التي كنا نعيشها اسلاما ومسيحيين في بلدنا ..

لم يكن رمضان يوماً طقساً دينياً فقط ..بل كان طقساً اجتماعياً عائلياً مليء بالعادات والتقاليد الجميلة التي تقرب الناس من بعضها وتشعرها بدفء المشاركة وجمالية الطقوس ..

جميل ان يجتمع الناس على لمة محبة .. جمعة خير .. روح سلام

فالدين هو جوهر الانسانية اذا اقترن بمحبة الخير والانسانية ..

ورغم البعد .. والاختلاف الثقافي الكبير.. وتعدد الاديان .. وتنوع الطقوس ..

يبقى رمضان يجمعنا .. وأهلا رمضان.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى