خاص : أثارت رواية إدغار ألان بو (صاحب الظل الطويل) اهتماماً عالمياً في النقد والقراءة، لأن الفحوى الذي استندت عليه الرواية يبني على أن الظل هو بطل القصة وصاحب الظل هو البطل الثانوي أو الشخصية الثانوية، وهذا البطل الثانوي يسعى دائما للخلاص من ظله ، وفيها يقدم الظل نصائح عملية وحكمة مستنيرة لصاحبه ويساعده في المضي قدمًا في رحلته.
وقد اشتغل الروائي والناقد الفلسطيني حسن حميد على أعمال إدغار آلان بو في دراسة نشرتها وزارة الثقافة السورية، واقتبس أحد المواقع من هذه الدراسة مقطعاً يقول إن : ” عناية قصيدة إدغار آلان بو بالحزن، بوصفه مطهراً مرة، وبوصفه محرراً للقوى الإنسانية الكامنة مرة أخرى، أو مفجراً للإمكانات البشرية القارّة في النفس الإنسانية، أو باعثاً للطاقة الايجابية مرات. كانت هي أيضاً سبباً من أسباب نفور القراء عن هذه القصيدة ”
وهذا هو معنى الاهتمام البالغ لدى القارئ أو الكاتب السوري بغرائبية سرديات هذا الكاتب وغموضها، وقبل عدة أشهر أصدر الكاتب الدكتور محمد عامر مارديني روايته “صاحب الظل القصير” ولاقت صدى في نوعيتها (البوليسية) التي كسرت اهتمام الكاتب بالنص الساخر الذي اشتغل عليه منذ سنوات.
وكما جاء في دراسة للدكتورة لميس داود فإن الدكتور المارديني يركِّز على سيميائية المكان، فالمكان مفتوح لا يوحي بأيَّة طمأنينة أو حماية، وله دلالات تتجلى في الضياع وذوبان الذات مع أنَّها محاولات كي تجد الشخصيات في المنازل الملاذ الآمن وتستمدُّ دلالات الحبَّ والألفة والأضواء، وفي مقارنة مع نص إدغار آلا نبو أشارت إلى ما أسمته ” موازنةً بين رواية صاحب الظل الطويل المنتهية بخاتمة سعيدة؛ وبين رواية صاحب الظل القصير للدكتور مارديني المعتمدة على نهاية مأساوية”
ورغم الشغف الذي أحدثه الدكتور المارديني لدى النقاد والقراء الذين تابعوا النص منذ الصفحات الأولى، إلاّ أنه مارس خدعة نقدية عندما وسم نصه بأنه خاص باليافعين .
على كل حال، هانحن الآن أمام كتاب جديد صادر عن اتحاد الكتاب العرب ، يُنشر ضمن سلسلة المسرح عنوانه هو (صاحب الظل الطويل) للكاتب المسرحي والروائي محمد الحفري يضم ثلاث مسرحيات اجتماعية تعالج موضوعات مختلفة كالطمع والزيف والجبن وادعاء الشجاعة والأمانة للمجتمع والحب السامي في هذا الزمن الموحش، ورغم أن الكتاب يحتوي على ثلاث مسرحيات هي “الخرساء” و”حلم ورسالة” و”صاحب الظل الطويل”، فإنه انتقى عنوان المسرحية الثالثة كعنوان للكتاب، وقد استمعنا إليها بشغف في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين قبل شهور، وأثارت جدلا واسعاً بين الحضور، وهنا لابد من السؤال : أين إدغار آلان بو من هذه الإصدارات، وهل توهج عنوان حكايته المثيرة فأرخى بظلاله على الرواية السورية ؟
الجواب على هذا السؤال يحتاج إلى الحديث عن التناص في العناوين ومعناه، فهل لجأ الكاتبان المارديني والحفري إلى استعارة العنوان ، وهل تطابقت أفكار نصوصهما مع المشروع الذي اشتهر به إدغار ألان بو ؟
في حقيقة الأمر لايمكن اكتشاف أي تناص في النصين المذكورين مع النص الأول، بل إن مجرد استخدام العنوان أو مفهوم (الظل) هو العامل المشترك ، وهنا من المفيد القول أن هناك عشرت النصوص السردية اشتغلت على مفهوم الظل في عناوينها أو متنها ، لك إدغار ألان بو هو الجاذب في سوق الأدب العالمي للكتابة .
بوابة الشرق الأوسط الجديدة
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر