نوافذ

الأزمنة 21

الأزمنة 21

10 آذار/ مارس 2020

يكفي الامتناع عن المصافحة واللمس والضم والعناق والتقبيل… لكي يكون كورونا اختراع كراهيات ، وبغضاء عزلة وخوف وتوجس وشك وارتياب… وكل أدوات التفريق بين البشر.

من اخترع كورونا اخترعه لقتل القلب… قلب العالم.

12 آذار/ مارس 2020

كم يبدو هذا العالم متبجحاً بعضلاته واستعراضاته وانتصاراته!

كم يبدو، حتى أمس قريب، أنه قادر على تهبيط السماء على

رؤوسنا. ثم نكتشف أن حيواناً لا يُرى إلا بالمجهر، يفضح البشرية الممنوعة من القبلة .

حيوان صغير يعيد إلينا عصر الحذر من بعضنا كحيوانات في قفص حول قطعة من الخوف، بين القضبان.

20 آذار/ مارس 2020

يا لبؤس الحضارة البشرية.

كيف ساق فايروس كورونا الحياة اليومية، على هذا الكوكب، إلى الزريبة.

25آذار/ مارس 2020

عشت منع التجول أول مرة يوم انفصال الوحدة السورية المصرية 28 أيلول 1961. رأيت لأول مرة الدبابات في الشوارع، واختفاء البشر من الشوارع.

والمرة الثانية في 23 شباط 1966 أحد انقلابات سلطة البعث.

وهذه هي المرة الثالثة آذار 2020 انقلاب كوني لا مثيل له.

وقفت على الشرفة، على حافة المعاني في هذا الصمت. كانت الشوارع خالية من أية علامة على وجود الحياة.

كان الصمت مقبرة أفكار حول نشوء وتطور وانقراض الحضارات.

كانت دمشق تبدو نائمة، واختفاء البشر كان نعاساً امام التلفزيون.

وأنا كنت حياً حتى أطراف أصابعي.

ولكنني كنت أرى بعين المحب، ولهفة العاشق، وبصيرة النادم، وانحناء المعتذر، وتلعثم الآسف…

كنت أرى دمار هذا العالم.

الأزمنة 21

30 آذار/ مارس 2020

من هذه النافذة، في هذا الصباح الماطر… أرى الولد الذي كنته، وأنا ذاهب إلى مدرسة تلك الأيام، متأبطاً حطبَ يومه لمدفأة تلك الأيام. نجلس حول النار: الأستاذ المبلل، والأولاد المبلولين، ونقرأ في كتاب الاستظهار:

“بلبل بلابل على غصن الشجر. نظرته بعيني… صفّق وطار”.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى