كتاب الموقعنوافذ

التابع الذليل

التابع الذليل… تجاوز عدد الجائعين حائط المليار جائع في هذا العالم الذي ننام فيه على خبر غير سار، ونستيقظ فيه على كارثة غير محتملة ، في مكان ما من هذا العالم.

متوسط موت البشر جوعاً هو “إنسان” في كل ثانية، ويقال 4000 إنسان كل ساعة. بينما يتجاوز رقم “هدر الطعام” في السعودية، بين رمضانين13,300 مليار وثلاثمائة مليون دولار سنوياً. والإمارات “تهدر” 4 مليار دولار سنوياً ، والكويت مليون طن أغذية.

وهكذا…

من لديه الأموال يهدر ما يشاء، ومن لديه الحيوانات المنوية ينجب ما يشاء. هذا هو الجنون الغريزي .

ان عالماً تتحكم فيه كل أنواع المجاعات من الغذاء إلى الأمان إلى الحرية، إلى المأوى… هو عالم غير عاقل.

وإذا كان هناك ثمة علامات كثيرة في تاريخ البشرية على العالم غير العاقل… فإن أهم هذه العلامات هذا المستوى الهائل من التقدم العلمي، متجاوراً مع هذا المستوى المنحط من القيم الأخلاقية والضوابط القانونية.

هنا … والآن ، وفي البحيرة البيضاء الصغيرة المتوسطة… يحدث ما لا يدل، بالمطلق، على وجود العقل. ففيما العالم يعيش على حافة الهاوية، تبدو ألعاب دونالد ترامب، كفيلم سينمائي من فئة الخمسينات ، حيث البطولة المطلقة للسرعة في إطلاق النار. وليس ترامب وحده هو من يلعب بمسدسه، فيما يحتسي الكحول في بار هذا العالم… وإنما هناك الكومبارسات الخليجية التي لا يمكن أن تجد سبباً عندها لمعاداة إيران. مع وجود عشرات الأسباب لمصادقتها. وأهم النخب الخليجية تدرك أن دورها ، في لعبة حافة الهاوية ،هودفع الفلوس لشراء أسلحة للمشاركة بحروب يكونون فيها نائب الفاعل .

ويتساءل المرء، في حسرة، كيف تكون أي حرب في الخليج لمصلحة الخليج وسكان الخليج، ومستقبل الخليج ؟ علما بأن بضعة صواريخ إيرانية تتمكن من الوصول إلى ناطحات المال والشركات، الزجاجية… ستجعل “مدنيةالمدن” الخليجية “فضيحة صحراوية ” للعقل البدوي الساذج… ترامب جعل السلوك الشخصي قاعدة ونهجاً. وهو، بهذا القدر من إلحاق الضرر بالاحتمالات، يصيب بالعدوى من ينبغي عليهم ألا يقلّدوه. فهو يستعمل اسطولاً موجوداً في المتوسط ، بنقله إلى مكان آخر، وهم سيضطرون إلى إخفاء “يخوتهم” كي تسلم من القصف، وهو أمر غير استعراضي طبعا، كما هي الحال بحاملة الطائرات.

ترامب ما زال يجرّب السطو المسلح الذي نجح في تلفون مع الملك سلمان، واستنساخاً للنجاح، ينتظر تلفونا من شهبندر إيراني، لم يعد موجوداً في ألعاب الأباطرة والأساطير.

ترامب لا يهمه المشردون (بسبب الحروب) ولا يهمه الجياع  (بسبب الاحتكار) ولا يهمه إن دُمرت مدن الخليج، فهو من يعيد إعمارها بشروطه الهندسية المطلقة.

ترامب دخل مباشرة من الباب الرئيسي للعظمة الأمريكية المؤسسة على القوة، والانتشار، والديمومة. وأكثر من ذلك سيكون فائضاً يجعله معجباً، (كممثل الفيلم الواحد الذي نجح جماهيرياً)، يعتمد على التوقيع الطفولي الدال على عدم النضج الجنسي (حسب فرويد).

كان من الأفضل لمن يقرعون طبول الحرب، في الصفوف الهامشية والخلفية، أن يخجلوا من الدور الذي لم يكبر مع مرور الزمن …دور التابع الذليل ، عدو نفسه.

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى