نوافذ

الحلم الأمريكي، وتمثال الحرية !

مقبل الميلع

سان فرانسيسكو- حين يتم ذكر اسم مدينة نيويورك يرتبط معه تمثال الحرية المطل على خليج نيويورك والذي أهداه الشعب الفرنسي الى الولايات المتحدة الأمريكية بمناسبة الذكرى المئوية للاستقلال ..

ومن المعروف أن التمثال صمم على هيئة آلهة الحرية الرومانية (ليبرتاس) باعتبارها رمزا للحرية والديمقراطية،  وقد ورد في إعلان الاستقلال (أن جميع البشر متساوين) بمناسبة الاعتراف بحقوق ذوي البشرة السوداء وتحريرهم ومنحهم حقوقهم التي بقيت حبرا على ورق، لهذا ينظر الأمريكيون من أصل أفريقي إلى أن التمثال يمثل العبودية!

وفي تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية أن المهاجرين الأوائل كانوا قد فروا من الاضطهاد في أوروبا إلى القارة الأمريكية، فوجدوا في الأرض الجديدة أرضاً شاسعة بديعة الجمال غنية بالموارد التي يحتاجها الانسان لإقامة حضارة جديدة .

وحين أعجبتهم هذه الأرض لتكوين الحضارة التي يسعون إليها ظهرت العقبة الكبرى أمامهم، وهي الهنود الحمر، فماذا فعلوا بهم؟!

بكل بساطة ، لجأوا إلى إلغائهم، فأبادوا السكان الأصلين ليستحوذوا على الثروات لأنفسهم، وتمت العملية بلا رأفة ولا إنسانية، ولا شفقة،  وقامت بريطانيا بجلب الأفارقة وبيعهم الى الأمريكيين للعمل في المزارع كعبيد من دون أية حقوق لهم تعاملهم كبشر فهم ملك للسيد يستطيع بيعهم أو تشغيلهم أو حتى قتلهم!

بعد الحرب العالمية الأولى تطور الاقتصاد الأمريكي ونما نموا حاداً ومع هذا الاقتصاد النشيط  عاش السكان برغد وبحبوحة، فانتقلت الأخبار الى دول العالم التي يطمح سكانها لحياة أفضل أكثر ثراء وسعادة هرباً من الفقر والعوز والحروب .

ولعبت الدعاية والإعلام على تصوير الأمريكي على أنه الأفضل في العالم، ومن هنا  نشأ الحلم الأمريكي وراح يكبر ..

كانت هذه الامتيازات حكراً على طبقة الأرستقراطيين الأثرياء الذين يقطنون في ا

أحياء خاصة مجهزة بأفضل الخدمات ومنهم الحكام الذين يسنون القوانين التي تخدم هذه الطبقة منها قوانين الحروب التي تشغل معامل الأسلحة وتجلب الكثير من الأموال وتنهب خيرات الشعوب الفقيرة فأسسوا جيشاً هو الأول في العالم ويحتوي على كل ما تحتاجه آلة الحرب في العالم  من حيث القوة والمعدات الحديثة للحفاظ على هذه السيطرة .

وفي هذه الظروف  أن طبقة العمال والمهاجرين الجدد يقومون بأقذر الأعمال مقابل أجور زهيدة دون أي رعاية صحية لأن الطبابة والدواء مكلفة جداً ولا ننسى ملايين المشردين في الشوارع الذين يتعاطون المخدرات هرباً من واقعهم المرير .

بهذه البساطة تحول الحلم الأمريكي إلى كابوس على العالم، فالآلة الحربية الأمريكية أضحت الأقدر على السيطرة، وفرض الشروط التي تصنعها السياسة الأمريكية، وخلقت توتراً في العالم أدى إلى حروب كبرى ومحلية، لكن السؤال الأبرز في هذا الاطار يعود إلى تمثال الحرية ، فهل يمثل الحلم الأمريكي فعلا !

 

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى