صحة ورشاقة

الحواس الخمس … هكذا تحفظها من عاديات العمر

عندما نشوي الكستناء نستخدم حاسة الرؤية لنرى لونها. وعندما تتشقق الكستناء بفعل الحرارة نستعمل حاسة السمع لسماع قرقعتها. عندما تفوح من الكستناء رائحة الشواء نستخدم حاسة الشم. وعندما نضعها في أيدينا لنتعرف على تضاريسها نستعمل حاسة اللمس. وعندما نضعها في أفواهنا لنستطيب طعمها نستعين بحاسة الذوق. يمتلك الإنسان خمس حواس تشكل نوافذ طبيعية نطل من خلالها على العالم الخارجي. وتعمل هذه الحواس الخمس في مختلف مراحل العمر، إلا أن كفاءتها تتدهور مع التقدم في العمر. وكشفت دراسة علمية حديثة لباحثين أميركيين نشرتها مجلة الجمعية الأميركية لطب الشيخوخة، أن كبار السن في الولايات المتحدة يشكون من ضعف في حاسة واحدة على الأقل من حواسهم الخمس.

شملت الدراسة أكثر من ثلاثة آلاف شخص تراوحت أعمارهم بين 55 و 85 سنة، وجاءت نتائجها كالآتي:

– 94 في المئة منهم يعانون مشكلة واحدة على الأقل في إحدى حواسهم.
– 40 في المئة يعانون تراجعاً واضحاً في حاستين على الأقل.
– 28 في المئة منهم يشكون من ضعف في ثلاث حواس أو أكثر.

– الرجال منهم أكثر عرضة لضعف حواس السمع والشم والذوق، بينما حاسة الرؤية أفضل لديهم مقارنة بالنساء.

– الأسباب المحتملة لضعف الحواس الخمس كان خليطاً من ضمور الأعصاب والعوامل الوراثية والعوامل البيئية وأخرى مجهولة.

• كيف تحافظ على حاسة البصر؟

هناك مجموعة من النصائح التي تساهم في الحفاظ على نعمة البصر:

– فحص العينين بشكل دوري وبعدل مرة واحدة كل سنة لكبار السن.
– تجنّب الإصابات والرضوض التي تضر بالعينين.
– تناول الأطعمة الصحية الغنية بمضادات الأكسدة التي تحمي من الأمراض التي ترتبط بالتقدم في السن.
– الرصد الباكر لبعض الأمراض والسيطرة عليها، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم ومرض ارتفاع الضغط في العين لأنها تضر بحاسة البصر.
– حماية العين من الأشعة فوق البنفسجية التي تؤذي الجفون والقرنية.
– ملاحظة أي شكوى، مثل الذباب الطائر، وعدم القدرة على القراءة، وعدم الوضوح في الرؤية أيضا.  من الضروري استشارة المختص في شأنها.

• كيف تحافظ على حاسة السمع؟

– الحذر ثم الحذر من الضوضاء، لأن التعرّض لها باستمرار يتلف حاسة السمع.
– لا تلجأ إطلاقاً إلى استعمال أعواد الثقاب في عملية تنظيف الأذن لأن العواقب وخيمة.
– تفادي الأدوية التي تؤثر في العصب السمعي.
– تجنّب الأمراض التي تلحق الشر بالسمع، مثل التهاب السحايا، ومرض السفلس، والحصبة، والحصبة الألمانية، ومرض أبو كعيب.
– معالجة أي مرض معد في الأذن وما حولها.
– تجنب أصابات الرأس.

• كيف تحافظ على حاسة الشم؟

– تدبير كل الأمراض الالتهابية التي تحصل في الفم والأنف والجيوب الأنفية أيضا.  لأنها تترك تداعيات سلبية على حاسة الشم.
– مراجعة طبيب الأذن والأنف والحنجرة عند ظهور أي بادرة تشير إلى خلل في الشم.
ممارسة الرياضة المنتظمة فهي تقلل من احتمال الإصابة بمشاكل في الشم. ففي دراسة علمية نشرت على موقع “لايف ساينس”، وضمت ١٦٠٠ شخص من ٥٣ سنة إلى ٩٧ سنة، لم يكونوا يعانون مشاكل في حاسة الشم عند بدء الدراسة، وبعد مرور ١٠ سنوات من المتابعة، تم تعريضهم خلالها لروائح مختلفة، منها القهوة والشوكولا، مع الطلب منهم عدم ممارسة الرياضة، تبين في نهاية الدراسة إصابة ٢٨ في المئة منهم بمشاكل في الشم. في المقابل فإن المشاركين الذين مارسوا ما يكفي من التمارين الرياضية كانوا أقل عرضة لمشاكل في الشم، وأنه كلما كانت مدة التمارين أطول كانت النتائج أكثر إيجابية على حاسة الشم.

• كيف تحافظ على حاسة اللمس؟

يطلق بعضهم على هذه الحاسة اسم الحاسة الرابعة، ويختص بها الجلد بشكل رئيسي، وهي تمكّن من التعرف إلى شكل الأشياء وصلابتها، والشعور بالدفء والبرودة والألم والضغط. وتتم المحافظة على حاسة اللمس بتطبيق عدد من النصائح، أهمها:
– العناية ببشرة الجلد وجعلها ناعمة قدر المستطاع لأن حاسة اللمس تقوى كلما كانت البشرة أنعم.
– تدريب حاسة اللمس باستمرار من خلال لمس أشياء مختلفة.
– تفادي الأمور التي تؤثر في البشرة.
– علاج الأمراض التي تؤثر في حاسة اللمس، مثل الداء السكري وغيره.

• كيف تحافظ على حاسة الذوق؟

– هجر التدخين لأن التبغ يحتوي على مركبات تدمر حاسة التذوق.
– محاربة البدانة لأنها تضعف حاسة التذوق، فوفق دراسة صدرت عن جامعة ستانفورد الأميركية على مجموعة من البدناء الذين خضعوا لجراحة تخسيس الوزن، وبعد تعريضهم لمذاقات مختلفة، من بينها الحلو والمر والحامض والحلو ومذاق آخر يشبة طعم البندورة، وذلك قبل إجراء الجراحة وبعدها، سجل العلماء تحسناً ملحوظاً في حاسة الذوق.
– التعرض أقل ما يمكن للعلاجات الكيماوية والشعاعية.
– محاربة الالتهابات التي تؤثر في خلايا حاستي الذوق والشم.
– رصد الأمراض العصبية المتورطة في ضعف حاسة التذوق وعلاجها.

في المختصر، إن الحفاظ على سلامة الحواس الخمس يحتاج إلى التقيد بعدد من التدابير العامة التي تشمل:

– اتباع نمط حياة صحي.
– الاهتمام بالتغذية السليمة والمتوازنة.
– النوم كفاية كل يوم، لأن قلة النوم تخلق إرباكات مختلفة على صعيد الحواس الخمس.
– ممارسة التمارين الرياضية للمساعدة على تدفق الدم إلى الأعضاء المعنية بالحواس الخمس.
– الابتعاد على الضجيج والأصوات العالية.
– اتباع السلوكيات الصحيحة لتنظيف الجسم، خصوصاً الأعضاء المسؤولة عن الحواس.
– مراجعة الطبيب دورياً، خصوصاً في حال حصول أي خلل طارئ على إحدى الحواس.

صحيفة الحياة اللندنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى