الربيع الملوثّ
الربيع الملوثّ … كنت جالساً في شرفة داري صباحاً حين لفت نظري مشهد طيور السنونو و كأنه نظام ربيعي تؤديه تلك الطيور بأسلوب المطاردات بين الذكور التي تطارد الأنثى و كان منظر الغيوم بأشكالٍ رقعٍ تزين السماء و كأنها كانت تساعد السنونو على أداء دورها الربيعي بأسلوب مطاردة عاطفية …و على الأرض كان منظر التلامذة من الإناث والذكور يكاد يشابه منظر السنونو و هم يطاردوا بعضها بعضاً…
كان الفضاء و الأرض بشوارعها و شرفات دورها ، وطلاب المدارس والعمال والموظفين الساعين إلى أداء أعمالهم ، كان المنظر كله يوحي بجمال الحياة و تشابها بين الطيور والبشر كمنظر ربيعي ساحر !..
و لكن ما كدت أعود إلى داخل منزلي و أشاهد ما تقوله نشرات الأخبار في الصباح الباكر فإذا بي ألاحظ أن العالم بأسره يمارس نشاطاً سياسياً وعسكرياً يوحي بربيع يفقد سحره الطبيعي لمجرد ملاحظتنا أن معظم الأخبار الكبرى بين أمريكا والصين وبريطانيا وروسيا و دول أخرى تؤدي منظرا ً لا ينسجم مع المنظر الربيعي للطيور في السماء و تلامذة المدارس في موسيقى نشيطة عبر أجهزة التلفزيون …
كان المنظر البشري بأكمله يوحي بأن الدول الكبرى و بعض الصغرى منها لا تنسجم مع جمال الربيع و مشاعر اللطف البشري التي تنشط في فصل الربيع ، غير أن المغزى البشري كان يهدد بالأخطار التي تجري بين روسيا و أوكرانيا و مشاركة دول العالم الكبرى كلها تقريبا في هذا الصراع الذي كان يشوه المنظر الربيعي الجميل عامة و يلونه بألوان الخراب البشري الموشك على تحويل فصل الربيع إلى منظر يوحي بالعنف والموافقة والاستعداد لحرب عالمية ثالثة قاضية على البشر أجمعين في فصل الربيع الذي يهدد بالخراب العالمي كله !!…