افتتاحية الموقع

الصراع الروسي الغربي و العيش في أتون التاريخ الحي !!

الصراع الروسي الغربي و العيش في أتون التاريخ الحي !!… قبل أن تنتهي المناورات التي أطلقها الرئيس بوتين والتي أستعملت فيها الأسلحة الإستراتيجية و الصواريخ النووية، طلب الرئيس بايدن الإجتماع بالرئيس الروسي . ومن حيث الوقائع فإن حشد القوة الغربية السبت الماضي، في مؤتمر ميونيخ للأمن، بالتزامن مع مناورات بوتين الإستراتيجية، شكل مشهداً يظهر الغرب بقيادة أميركا وهو يرسل التهديدات الكلامية ضد روسيا . بمقابل قيام بوتين باستعراض قوته الإستراتيجية بكافة الأسلحة وخاصة الصاروخية والنووية . أي أن الصورة، بإختصارهي غرب يهدد كلامياً وروسيا تطور وتعرض قوتها الموازية والموازنة . والخلاصة الروسية تقول للغرب لم يعد لكم الكلمة العليا والمتفردة .

بات العالم متعدد القوى، والكلمة العليا باتت متعددة . القصة ليست أوكرانيا . القصة هي نظام عالمي متعدد الأقطاب الفاعلة، وإسقاط تفرد القطب الواحد . و هئا جوهر الصراع القائم .

تجاه دعوة الرئيس بايدن لنظيره الروسي للإجتماع والتفاوض، لا بد أن الرئيس بوتين – و عبر فنلندة-   قد مرر مطالبته بأن تكون هلسنكي مكاناً للاجتماع . و جاء تعيين هلسنكي قبل حتى موافقة بوتين على إقتراح بايدن . و الواضح أن الرئيس الروسي يريد إستعادة هلسنكي، حيث عقدت فيها مفاوضات الإتحاد السوفييتي مع الغرب بقيادة أميركا والتي أنتجت ما سمي بإتفاق هلسنكي للعام 1975 . وبموجبه أعترف الغرب بالإتحاد السوفييتي دولة عظمى . كما أقر بشراكتها في نظام أمن أوربي ودولي . و استعادة بوتين اليوم لرمزية هلسنكي يقصد من خلالها أن تكون مفاوضاته مع بايدن طريقاً يقر فيه الغرب الأميركي بحق روسيا ودورها و نفوذها في أوربا والعالم بما يضمن أمنها وفضاءها الإستراتيجي . وهكذا فإن بوتين يسعى إلى ( هلسنكي2) ليكرس بلاده كدولة وقوة عظمى شريكة في قرار أمن واستقرار العالم .

أصوات عاقلة في الغرب تدعو بايدن وحلفائه للإعتراف بالوقائع الجيوسياسية التي تقر بتعدد الأقطاب . كما أن هناك أصواتاً غربية مناورة تقترح على بايدن العمل لكسب الوقت وتجنب حرب تدمر أوربا عبر الموافقة بالدور الروسي والاعتراف به والعمل مستقبلاً على إختلاس عوامل القوة الروسية وإستعادة هيمنة القطب الواحد . بالمقابل فإن روسيا بوتين ترسم مساراً تصاعدياً لتراكم قوتها  للحفاظ على أي موقع تحصل عليه . وهكذا فإن الصراع السياسي ربما يجنب العالم حرباً مدمرة، ولكنه لا يلغي سباق الهيمنة . و مازال العالم عرضة لحرب مدمرة في أوربا، أو لسباق هيمنة بين الشرق والغرب . وهذا ما يجعل هذه الأيام كتاب تاريخ حي نعيش في أتونه . فهل يصوغ العرب مشروعهم للأمن القومي كي لا يضيعوا بين الرجلين !!!

 

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى