افتتاحية الموقع

العرب و مسار التسوية الإقليمية : إنضاج أم إنتكاس ؟؟!!

لا شك أن وحدة العمل الخليجي تصب في تقوية الموقف العربي الجيوسياسي خاصة فيما يتعلق بمسار التسوية الإقليمي التي تعد الأطراف الإقليمية أوراق قوتها لتحصل كل منها نفوذاً أكبر في محصلة هذه التسوية إن تمت …. و طبعاً فإن توجه الدول  العربية لصياغة مسار عملها بشكل يستثمر و يتمحور حول نقاط قوتها، و منها وحدة العمل الخليجي، كي لا تكون التسوية الإقليمية على حساب عروبتهم .

و هذا ما يستلزم من جميع الدول و التكتلات العربية إمتلاك البصيرة التاريخية ، والحكمة الجيوسياسية لاستخراج هدفهم الإستراتيجي والتوافق عليه. وللوصول إلى هذا ( الجامع الجيوسياسي ) يتوجب على الدول والتكتلات العربية إلغاء أي خلافات أو تباينات تضر بهذا ( الجامع الجيوسياسي) .. فهل يفعل العرب ما يضمن لهم دورهم في منطقتهم ؟؟ وهل سيتجاوزون الخلافات فيما بينهم من أجل تحقيق حقهم وتجسيده في إقليمهم ؟؟ و هل سيتحدون في مواجهة المخاطر والتهديدات التي تحيق بهم وبشعوبهم و بهويتهم وبعروبتهم ؟؟؟؟؟

ما أنجزه ولي العهد السعودي من خلال جولته الخليجية الأخيرة التي توجها بقمة الدرعية لدول مجلس التعون الخليجي ، وما تبدى بنتيجتها من مواقف موحدة لدول الخليج، رأى كثيرون فيها نقلة نوعية في العمل الخليجي، حيث أوضحت تصميماً خليجياً على تكامل العمل السياسي الخليجي تجاه القضايا التي يواجهها الخليج ودوله، وكان من نتائج هذه القمة أن تحقق بشكل أقوى القوة و الفعالية الإستراتيجيتان لو أنها توجهت للقضايا العربية بنفس المنهجية التي أتبعتها في التعاطي مع القضايا الخليجية من حيث التأكيد على أن أمن وقوة وسيادة دول الخليج هي من قوة و أمن وسيادة الدول العربية ، وأن ما حققته قمة الدرعية على أهميته كان ليكون أكثر حسماً لو أنه تعاطى مع دول الخليج على أنها مركز تفعيل وتحفيز لبقية الدول العربية للإنخراط في تكامل منسق وموحد للمواقف في مواجهة المخاطر التي تهدد الهوية العربية  و أمنها وإستقرار الدول العربية والخليجية في أساسها، خاصة و أن الواقع الراهن ( التاريخاني) للمجتمع الخليجي وظروف دوله السياسية والإقتصادية والتقنية تتيح لهذه الدول الخليجية أن تشكل نواة نهوض وقوة للعرب تشحن وتعيد شحن القوى العربية في الدول الأخرى، خاصة تلك التي تضررت بالربيع العربي والحروب الإرهابية ، وأصيبت بالدمار وبعضها يتعرض للحصار والضيق الإقتصادي الخانق … خاصة وأن إستعادة فعالية دول مثل العراق وسورية ولبنان واليمن ….. ألخ يعطي للعروبة والعرب ، و طبعاً الخليج في مركزهم، قوة أوسع و فعلاً أعمق سواء في التسوية الإقليمية أو أي فعالية جيوسياسية في منطقتهم و العالم ..

في السنتين الأخيرتين، تبلور الموقف الخليجي تجاه ما سمي بـ ( الربيع العربي ) وأعلن القادة الخليجيون رفضهم لأي أعمال تدار من الخارج لتغيير أنظمة الحكم عبر إثارة الفوضى و الإنقسامات المجتمعية المفتعلة، وعبر الإرهاب والإخوان ومن يديرهم و يدور في فلكهم . و تجاوز هذا الموقف الخليجي سياسات ومولقف ثلثي العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين . و رأينا مواقف دول مثل البحرين والإمارات العربية المتحدة  تحذو حذو الأردن ومصر والجزائر والعراق  .. في التعاطي مع الحكومة السورية  كممثل شرعي للشعب السوري . و هذا ما خلق الإنطباع أن العرب يتجهون إلى توحيد مواقفهم بواقعية سياسية تتعامل مع الحقائق الواقعية، وتتمسك بالمصالح العربية لتقوي و تصلب القوة العربية في مواجهة ما يتهدد شعوبهم من مخاطر … لذلك فإن كثيرين وجدوا تصريحات سفير المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة تجاه سورية خارجة عن سياق العمل الخليجي الذي عبرت عنه الإمارات العربية المتحدة والبحرين، وأوحت المملكة السعودية مراراً بتأييدها له . .. و السؤال ما الذي دفع إلى هذه التصريحات ؟؟ و ما الهدف منها ؟؟ و ما تأثيرها على وحدة الصف الخليجي و العربي تجاه ما يتهدد الدول الخليجية من ضمن الدول العربية من مخاطر و تهديدات ؟؟ و ما المسار الحالي للتسوية الإقليمية هل هو مسار إنضاج و تحفيز أم هو إنتكاسة و تراجع ؟؟ و ما السبب في كل ذلك ؟؟؟

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى