الناتو : ( خناقة ضراير ) تمهد لطلاقات !

 

إجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي الأسبوع الماضي كان ساحة لـ (خناقة ضراير) . الوزير التركي  أوغلو يردح للأميركي بومبيو، والفرنسي يتهم سلطان تركيا المتوهم بالجنون. وهات يا ردح  بين الدول الكبرى، و هذا ردح ليس في مسلسل أو مسرحية بل هو في قاعة الحلف الأطلسي حيث ترسم التحالفات، وتقر السياسات ، وربما تصل الأمور إلى طلاق  البعض من الحلف . وطلاق الحلف من البعض … هذه المرة الطلاق في الأطلسي يخلف عما جرى مع بريطانيا وطلاقها . هذه المرة طلاق بفضائح وإتهامات متبادلة .

الوزير التركي طالب أن تحل تركيا أردوغان محل الحلف في ليبيا، ويبدو أن جاويش أوغلو أستحضر ما فعله الحلف في العام 2010 عندما قرر بدفع أميركي التغيير في المنطقة العربية عبر ما سمي بـ (الربيع العربي) . يومها أوكل الأطلسي لتركيا أن يقوم بدور الحلف في سورية بالتشارك مع فرنسا . و لكن اليوم وبعد الفشل النسبي في سورية، وتضارب مصالح الشريكين السابقين الفرنسي والتركي ، وتطاول أردوغان على الحلف كله، لم تعد الأمور كما كانت في 2010 . لذلك تم رفض الطلب التركي بالحلول محل الأطلسي في ليبيا ..

الوزير الأميركي اتهم تركيا في إجتماع الأطلسي  بأنها ( تقلد أفعال أعداء الحلف ) يعني أن تركيا تقوم بأعمال عدوانية للحلف، وبومبيو يؤكد أن تركيا أصبحت تخدم أعداء الأطلسي (روسيا)، وأن شراءها لمنظومة أس 400 ما هو إلا هدية لروسيا . أما الوزير الفرنسي فقد شدد على أن أردوغان يخل بإستقرار شرق المتوسط، و يرد أوغلو على أن فرنسا و أميركا تعملان ضد بلده ومصالحها ، و تؤيد الأكراد في شمال سورية ضدهما، كما أيدت أرمينيا ضد مصالحها مع أذربيجان . وهكذا فإن إجتماع الأطلسي كان عبارة عن (خناقة ضراير)، كل واحدة منهن نشرت غسيل الأخرى الوسخ ، بما يفضح سياسات هذه الدول و حلفها تجاه شعوبها و تجاه العالم .

وزير ترامب بومبيو حرص طبعاً على تسميم أجواء الإجتماع  ببث الفتنة بين الدول ليصعب على خلفه وزير بايدن بلينكن مهمة التعامل مع الحلف. أي أن كيداً ترامبياً ينصب كميناً للوزير البايدني دون أي أهتمام باستقرار العالم وأمنه . أما وزير أردوغان فإنه استمر بهذيان سيده بإعتبار أن تركيا قوة عظمى في المنطقة ولها أن تحل محل الأطلسي، و تسيطر في ليبيا و غيرها . أما الفرنسي وزير ماكرون فقد ظل يلهث لاستعادة باريس دوراً ما في شرق المتوسط وثرواته عبر الإنضواء تحت عباءة الأميركي، بمواجهة الوهم التركي المنافس . . .  اللصوص المجرمون الذين اتفقوا في 2010 على تدمير المنطقة العربية عبر ( الربيع العربي)،  يختلفون و يتصارعون على تقاسم خسائرهم ويتقاتلون على حصصهم مما بقي من هذه المنطقة … و هذا ما حول إجتماع الأطلسي الأخير إلى ( خناقة ضراير ) لا تنتج إلا خراب البيوت.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى