بين قوسين

بعد المحاكمة

بعد المحاكمة….. نجح جوني ديب بقضيته ضد زوجته ‏السابقة أمبر هيرد ، وحصل منها على مبلغ 15,000,000 دولار كتعويض له عن تشويه السمعة التي تعرض لها بسبب افتراءات زوجته ، واتهامها له بأنه عنفها ومارس ضدها العنف المنزلي

نعم نجح الرجل الابيض ..

محاكمة شهدها ‏العالم أجمع وتابع أحداثها بكامل التفاصيل والحقائق ، وتشارك معهم تفاصيل العلاقة الزوجية و الحياة الخاصة التي استباحها الطرفان وعرضوها للعلن …والتي كما تبين من ‏مواقع التواصل الاجتماعي بكل أشكالها ، نتج عنها تعاطف كبير مع جوني ديب ضد زوجته ، والتي ‏كان رهانها الأكبر بخوضها هذه المعركه من البداية على أن العالم سيقف معها كونها امرأة و تتعرض إلى العنف المنزلي من قبل رجل أبيض …

النهاية كانت مرضية للكثيرين .. وانتصارا للحق والعدل برأيهم ..

وعبرت ‏هذه المحكمة بشكل واضح على أن الاتكال على شعارات ويافطات عريضة تقودها حركات نسائية أو إنسانية أو مهما يكن ،  لا يكفي لتنتصر القضية ، وان كان نصرا معنويا مؤقتا ، إنما يجب أن يطالب الإنسان بحقه كاملا  ويلجأ إلى القانون ، ويقدم البراهين والاثباتات والدلائل الكافية لكي يكسب القضية حقيقة وينتصر بشكل قطعي وواضح ..

ولا يكتفي بكسبها  معنويا فقط من خلال الإعلام والإعلان ووسائل التواصل ، والاكتفاء بكسب تأييد الجمهور والتعاطف لمجرد حالات اصبحت في ايامنا هذه تحصيل حاصل وبديهية …كقضايا اللون ، الدين ، العرق ، والجنس ..

فلا يكفي ان يكون لون بشرتك ، دينك ، ذكورتك ام انوثتك ام جنسك الأخر .. سببا كافيا بشعورك الدائم بانك انت الضحية ..  وانك واقع تحت براثم الظلم والاضطهاد ..

‏ان هذه القضية تلفت النظر الى عدة امور لا بد من الاضاءة عليها .. والارتكاز عليها ايضا ، فاي قضية مهما كانت عادلة .. محقة .. وتكسب تأييد ودعم المجتمعات لاسباب دعائية وتسوقية .. لا يكفي .. ابدا .. نوع القضية وحالتها لتكون فعلا حقيقية وعادلة ..

وكما بدا واضحا وجليا انه لا يجب مناصرة قضية لمجرد انها لشخص من نفس الجنس او الدين او العرق او اللون ..

وهذا الانقياد الاعمى خلف دعم قضايا تشبهنا شكليا ولمجرد التحيز والانصياع لها غريزيا وعاطفيا لا يكفي لتكون قضية عادلة ومحقة .

يجب الاخذ بالحقائق والدلائل والبراهين.

يجب الاستماع الى القصة من كل الاطراف ، واعطاء فرص حقيقية وعادلة لكل الاطراف ..

ومن ثم الحكم والاحتكام …

قاعدة ذهبية .. علينا الارتكاز عليها في حياتنا قبل الانصياع الاعمى.. والتعاطف الانفعالي .. واطلاق الاحكام ..

محاكمة علنية ، درس عالمي .. اتمنى ان يكون مفيدا .. للعالم ..

واؤكد انه من وقف مع الرجل في قضيته ضد امرأة هن محاميات سيدات … !!

فالعدل والحق والدعم .. لا يعرف عرقا ولا جنسا ولا دين ..

هو الانسانية متجردة من اصطفافاتها ….

انتهت المحاكمة ..

ورفعت الجلسة .. وانتصر الحق …

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى