بين قوسينكتاب الموقع

البجعة السوداء

البجعة السوداء … فجأة .. وبدون سابق انذار .. يحدث ما لم يكن يخطر على بال ليقلب حياتك رأسا على عقب … !!!
كربح ورقة يانصيب .. ليطير عقلك من الفرح ..!!  أو سقوط قذيفة طائشة .. ليطير سقف بيتك …!!
وبين الطيرانين هناك الكثير من الأحداث المفاجئة التي تغير مجرى حياتك .. ليطير كل شيء حولك وتبدأ من جديد ..!
من زلازل وكوارث مدمرة .. إلى حروب مستعرة .. إلى أحداث غريبة تحدث في أقصى الغرب لتنعكس نتائجها على أقصى الشرق …
إنها البجعة السوداء … حدث مفاجئ يغير مجرى الأمور بل وحتى التاريخ … !!
وعلى ما يبدو فإن منطقتنا العربية والشرق أوسطية، هي مكان جاذب للبجع الأسود الذي بدأ يشكل أسراباً تملأ سماواتنا .. فلا نلبث أن نودع سرباً ..حتى نستقبل سرباً جديداً من الأحداث المفاجئة التي تغير مجرى حياتنا في المنطقة كلها ..
11 أيلول .. الحدث الأبرز مؤخراً، الذي كان بداية إعلان حرب على الإرهاب في العالم كله .. ليكون العراق في منطقتنا احد ضحاياه ..و الأزمة المالية العالمية إحدى نتائجه ، بسبب التكاليف الباهظة التي تكبدتها أمريكا في حربها على القاعدة
وطالبان في أفغانستان والعراق ..
البوعزيزي .. وائل غنيم .. أطفال درعا .. بجعات سوداء أدت الى اشتعال ثورات الربيع العربي في منطقتنا العربية .. والتي ما زالت إلى اليوم لم تنطفئ..
لكن على ما يبدو لي فإن اجتماع القاعدة في سوريا مع ثورة الربيع العربي .. هي بجعة هجينة من نوع مختلف .. تنبئ بتقسيم ديمغرافي _ جغرافي واضح .. وهي امتداد للخطة الأمريكية لمكافحة الإرهاب وذلك بحصره بمناطق محددة لتسهل
إحاطته ومن ثم القضاء عليه ..  بالاستعانة بجيوش المنطقة نفسها لتحاربه بها، موفرة على نفسها عدة وعتاداً وجيشاً ومالاً .. مما يساعدها بنفس الوقت على إضعاف جيوش هذه المنطقة وتفتيتها وتدميرها ذاتياً ..
خطة محكمة .. ذكية .. تعبر تماماً عمن يقود العالم الحديث، ويضع استراتيجياته ويوجه سياساته .. على حساب شعوب هذه المنطقة وحياتها وانسانيتها .. معلقة كل شرائع حقوق الانسان ولوائح حمايته ، خلفية جميلة على حائط مكاتب الأمم المتحدة واليونيسف .. فهي لا تتأخر عن المتاجرة بالإنسان مقابل قتل ألوف وتدمير حياة شعوب لتحقيق  مصالحها .. مستغلة الدين  والاستبداد والاستعباد التي تعاني منها شعوب هذه المنطقة .. يساعدها على تنفيذ مخططاتها أنظمة عميلة متعاملة .. مستعدة لبيع شعوبها مقابل أن تحافظ على كراسيها …
دوامة حقيقية توهنا فيها نظام يعاند ومعارضة ضاعت إرادتها في متاهة التجاذبات الإقليمية والدولية .. مما تسبب بتحويل بلدنا إلى ساحة صراع دولية وحرب على الإرهاب.. لن تحررنا منها الا بجعات بيضاء تحمل شعلة السلام والتفاوض والحل
السياسي .. شاء من شاء وأبى من أبى … وإلا فإن الحرب المشبعة بنفس الارهاب والتطرف، لن ينطفئ سعيرها إلا بالتقسيم الطائفي أو على جثة البلد .. وهذا ما بدأت بوادره تلوح بالأفق منذرة بالأسوأ.

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى