بين قوسينكتاب الموقع

الفاتحة ….. !!!

الفاتحة… كاميرات .. اضاءة .. فلاشات .. الجميع في أماكنه .. استعداد .. صور !!
الصورة ما زالت فارغة إلا من قاعة فارهة .. كراسي وطاولات … أعلام … كل ما هو مطلوب لعقد مؤتمر على مستوى حدث ضخم ومهم ومصيري. قاعة جاهزة فيها كل شي بانتظار المؤتمرين .. بكسر الميم وليس فتحها .. وجب التنويه …
المؤتمرين بدأوا بالتوافد  من كل حدب وصوب إلى مدينة أصبحت في نظر السوريين المدينة الحلم …. جنيف التي تختزل أحلام ملايين السوريين المنتظرين بفارغ الصبر أن يولد هذا الاجتماع المصيري، والذي يجمع طرفي الصراع على طاولة
واحدة  .. مستديرة مربعة .. مستطيلة .. بأي شكل لم يعد مهماً. المهم أنهم مجتمعين ….. محاولة علها تكون بادرة حل يجدد الأمل الجريح في نفوسهم .. ويعلن نية البدء بالعمل من أجل وقف موتهم وتدمير حياتهم ..
رغم كل محاولات التفشيل والعرقلة والتسويف ، وتسجيل المواقف البطولية واللاءات الشكلية من الطرفين .. سينعقد جنيف 2 برعاية 40 دولة عربية وأجنبية …
اللافت للنظر المواقف المعنتة للمعارضة السورية ، والتي منذ بداية الأحداث إلى اليوم لم تتغير وتدور في نفس إطار تسجيل المواقف لا أكثر، بعيداً عن أي نية حقيقية بإيجاد حل تفاوضي مقبول .. وما زال النظام يسجل نقاطاً بتماسكه ووحدة صفه
رغم استمراره بالحل العسكري العنفي .. معتبراً نفسه إلى اليوم الأقوى مستنداً على تفتت المعارضة وتفاوت مواقفها وخلافاتها.
فغياب هيئة التنسيق ومعارضات الداخل عن هذا المؤتمر .. وانسحاب المجلس الوطني .. واعتماد الائتلاف كجهة وحيدة ممثلة للمعارضة السورية هي بحد ذاتها خطوة ركيكة وأحد أهم أسباب إفشال المؤتمر، والتي بالتأكيد سينتج عنها رفضاً وتنديداًلما سيقدمه الائتلاف من تنازلات أو مقترحات باعتباره ليس الممثل الوحيد للمعارضة، وليس معترفاً به من الفصائل المسلحة التي تجاوز عددها 1700 فصيل  ..
أضف إلى ذلك معاداة إيران الصارخ ورفضهم حضورها في المؤتمر ، مع العلم أن إيران هي الداعم الرئيسي والأساسي للنظام السوري، ولا يجب إغفال أو تسخيف دورها في حل الأزمة السورية  ..
إضافة الى أن النظام لم يغير قيد أنملة من سياسته العسكرية الداخلية ، وقمع الحريات واعتقال الفكر، ورفضه تقديم أي تنازل فيما يتعلق بكرسي الرئاسة ..
أسباب كافية لإضعاف وتسويف وتأخير الأمل ..
ولكن من ناحية أخرى .. فجنيف2 ليس حلاً سحرياً .. إنما هو الخطوة الأولى لإعلان الطرفين فشل الحل العسكري وبدء مرحلة التفاوض من أجل وقف العنف والقتل والدمار .. ومهما طالت مدة الحل .. فإنه قد بدأ … وهذا بحد ذاته نصراً
للشعب إلى اليوم .. الذي يريد حلاً .. بعد أن أصبح سلعة للتجارة والبازارات ..
الآن يعلن بان كي مون افتتاح الجلسة الأولى … متأملاً ومتشكراً ومعتذراً من سويسرا عما سيسببه هذا المؤتمر من إزعاج لها .. أعذروني سأتوقف هنا لأتابع المؤتمر .. فأنا بحاجة لرشفة أمل … فلنقرأ الفاتحة لها .. وليس عليها … !!

22.01.2014

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى