بين قوسينكتاب الموقع

فشة خلق …

فشة خلق… لو يعرف مارك قراءة اللغة العربية لحجب الفيس عنا .!!!!!!.

بهذه الجملة البسيطة اختصرت صديقة ما أردت قوله بمقال .. رغم ذلك سأقول :
الفيس بعد أن تم اختراعه كموقع للتواصل الاجتماعي ومعرفة أخبار الأهل والأصدقاء ومشاركتهم الصور والتحيات والسلامات .. وبعد أن كان محجوباً عنا بسبب عدم أهليتنا العقلية للتعامل مع هذا الاختراع الحضاري والخوف علينا من سوء الاستخدام وخطر التواصل مع الأعداء، واستخدامه كموقع للتجسس والجاسوسية على قضايانا العربية ومنطلقاتنا النظرية ..  كما ارتأت أنظمتنا الذكية الواعية وبعيدة النظر ..!! تم فك الحجب في بدايات الحراك الثوري العربي ليتم استخدامه على ما يبدو من قبل أنظمتنا الاستخباراتية للتجسس علينا .. وتحويله الى أحد وسائل الحرب الاعلامية لبث أفكار وشائعات ورسائل تفيدها في حربها..
وكما تبين لاحقاً .. تحول الفيسبوك إلى بؤرة مريضة موبوءة لتفريغ العقد الطائفية والأحقاد .. فعلى ما يبدو بعد عقود عجاف من كم الأفواه والقمع الفكري ، أصبح الفيس بفضائه الافتراضي الواسع وساحاته المتاحة بيسر وسهولة .. ملعباً لحرب كلامية طاحنة تقتلع أمامها كل قيم التربية والحوار الراقي وتقبل الآخر التي رفعها المواطن العربي ليتحرر من قيود الظلم والقمع والاستبداد ، ليصير ساحة حرب أقسى وأقذر من ساحات الحرب الحقيقية ، لأنه يدمر فكر وقيم ومبادئ إنسانية ويسحقها تحت مسمى الحرية الافتراضية الوهمية غير الممنهجة ولا الموجهة ولا المدروسة ..!!
فتدمير البلد والأبنية والحواري والمدن مؤلم وقاس، ولكن بناء الحجر سهل إذا ما قورن بتدمير الانسان والقيم والأخلاق بالسب والشتم والتخوين وقلة الأدب، والذي يخلو من أي احترام لكرامة الانسان ومكانته الاجتماعية والانسانية..
فهذا العالم الافتراضي منح المجال لبعض المشوهين نفسياً فرصة لتفريغ عقدهم النفسية دون الأخذ بعين الاعتبار انعكاساتها السلبية وتأثيراتها الأخلاقية على الآخرين .. وأعطته فرصة ليعتبر نفسه فيلسوفاً ومحللاً سياسياً مهماً وهو جالس خلف شاشة الكمبيوتر يقيم البشر وينظر عليهم ويوزع شهادات الوطنية والتخوين ويشتم ويسب من لا يعجبه رأيه .. متناسياً أن هذا الأسلوب الرخيص يساهم في تدمير الانسان والبلد بالحقد والكراهية الذي يزرعها حوله،  دون أي وازع أخلاقي أو ضمير إنساني ..
لنكتشف كم هو صعب بناء إنسان، وتعليمه النقد والاحترام دون استخدام الإهانات والتجريح ..
وكم نسيء استخدام هذا العالم الافتراضي الذي يدمر إنسانيتنا، لأن البعض نجح بتحويله إلى مكان لفش الخلق والعقد النفسية دون أي احترام للآخر ….!!!

و عن فشة خلق

فهل فعلاً كانت الأنظمة تملك بعد نظر .. عندما لم تهيء شعباً وتعلمه وتربيه على حرية الرأي والتعبير،  وتقبل الاختلاف واحترامه..  لتحول أحلام التحرر والحرية إلى مجرد فوضى كلامية وسقوط أخلاقي ؟؟؟
رغم وضوح الإجابة حالياً..  يبقى الرهان على أن تحليل المشكلة ومعرفة المسببات وعلاجها بوسائل التربية والتعليم هي أساس بناء جيل صحي متنوع محترم .. قادر على النهوض بوطن.

12.03.2014

بوابة الشرق الاوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى