بين قوسينكتاب الموقع

نعوة فاضل .. !!

نعوة فاضل من قناة الى قناة ومن محطة الى محطة ، يتنقل المشاهد العربي بحثاً عن الحقيقة ..وما أكثر ما تراه فاغراً فمه .. مدهوشاً .. متفاجئاً .. مصدوماً .. غير مصدق .. !!
فهو يسمع خبر معركة طاحنة متاخمة لبيته .. فيركض مسرعاً ليفتح الشباك متأكداً .. يرى الحياة طبيعية..  والناس تمشي بشكل طبيعي .. والعصافير تزقزق .. يمد رأسه مشرئباً .. ليرى الحارة المقابلة من اليمين، من اليسار .. من فوق من
تحت… !!
لا شيء ..!!
يعود الى التلفاز حانقاً .. يشتم الحقيقة والاعلام والاستخفاف بعقول البشر .. ويغلق محطات التلفزة .. ليفتح مواقع التواصل الاجتماعي .. ليرى مئات بل ألاف الشبكات الأخبارية .. يقرأ خبراً هنا .. ليقرأ نفيه هناك .. ليقرأ عكسه في شبكة أخرى ..
يطفئ جهازه غاضباً .. ليخرج من منزله مسرعاً .. محاولاً التقاط الحقيقة في وجوه الناس .. ومن عيونها .. البعيدة كل البعد عن كذب ونفاق وادعاءات قنوات اخبارية أبعد ما تكون عن الحقيقة .. وأقرب الى الكذب وتشويه الحقائق وتزويرها ..
فالحقيقة الوحيدة الواضحة اليوم هي أن الإعلام مأجور .. كاذب .. تابع .. غير مستقل ولا حيادي .. ينقل الخبر كما يريد ولهدف محدد .. يتبع أجندة من يموله ..
ولكن الفرق أن هناك قنوات تكذب باحترافية عالية محترمة عقل المشاهد، وقنوات تكذب بوضاعة مستخفة بعقله .. بما معناه تستحمر المشاهد .. وتتعامل معه باستغباء شديد .. والمدهش بالموضوع أن الكثير من المشاهدين يصدقون ..
يقتنعون .. يدافعون وبشدة عن وجهة نظر هذه القناة أو تلك .. وكأنهم يبحثون عن ما يريدون أن يسمعوه ويصدقوه وليس عن الحقيقة المجردة .. كما هي ..
فالحقيقة المؤلمة .. الموجعة .. الصادمة .. تسبب لهم خللاً وعدم استقرار نفسي هم بغنى عنه اليوم.. فتراهم يبحثون عن القنوات التي تمنحهم الخبر الذي يطمئنهم ويشعرهم بالأمان .. الخبر الذي يريدون .. ويقاطعون بالمقابل أي قناة أخرى تنقل
الخبر بطريقة أخرى لا تعجبهم …
تعلمنا أن … للحقيقة وجهان دائماً … ومن يبحث عن الحقيقة عليه أن يسمع وجهات النظر المختلفة .. لا أن يفتح على قناته فقط .. ويرى كما تريد له أن يرى ..
ولكن اليوم في ظل هذه الفوضى والانحطاط الأخلاقي … والاستغباء الاعلامي .. تاهت الحقيقة بين سرادب الممولين .. ومصالح المتأمرين .. لتكون الضحية هي الحقيقة والانسانية ..
وعليه ننعي لكم الإعلام العربي بشكل خاص .. والعالمي بشكل عام .. وندعوكم الى متابعة عالم الحيوان والناشيونال جيوغرافي .. فهنا لا مكان للكذب لأن الكاميرا ثابتة .. !!!!

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى