بين قوسينكتاب الموقع

هل تذكرونها ؟؟؟؟؟؟

هل تذكرونها ..كانت فلسطين خلال 65 عاما مضت هي قضية العرب الأولى .. وأكثر مادة رابحة للتجارة والمقايضة والبازرات لحكامهم …وشماعة جاهزة لتعليق تبريرات قمعهم واستبدادهم وكمامات أفواههم … واليوم بسبب انشغال العرب بقضايا تحررهم وتحرير
بلادهم من هذه الأنظمة المهترئة ، نسوا فلسطين والقضية الفلسطينية والتهوا بمصائبهم ….
ليلفتني خبر إعلان الأمم المتحدة عام 2014 عام التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أقر بموافقة 110 دولة ورفض 7 وامتناع 54 عن التصويت .. فتعود فلسطين وتحتل الخبر الأول على الشاشات العالمية و لبضع ساعات …
حيث أعلن بان كي مون عن أهمية محادثات السلام التي تهدف إلى التوصل إلى حل الدولتين … مشيراً إلى ضرورة وضع حد للاحتلال الذي بدأ عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة وقادرة على البقاء على أساس حدود 67 ،
تعيش جنبا إلى جنب في سلام مع دولة اسرائيلية آمنة .. وينبغي أن تخرج القدس من المفاوضات باعتبارها عاصمة الدولتين.
ومن ناحية أخرى بذلت اسرائيل أكثر من أي وقت مضى، وخاصة في عهد نتنياهو، جهداً عظيماً لتغيير هوية الأراضي الفلسطينية ، واستبدال أسماء القرى والأحياء والشوارع بأسماء يهودية .. واضفاء صبغة يهودية على كل شبر من فلسطين …
وهي استراتيجية خطيرة تتبعها اسرائيل بشكل ممنهج ومدروس ليس فقط للقضاء على الفلسطنيين ، بل تسعى لتدمير ثقافتهم وهويتهم …..
فمن ناحية يتم إعلان 2014 عام التضامن مع الشعب الفلسطيني ، في الوقت نفسه الذي يتم فيه طمس كل مايمت للفلسطينيين بصلة .. ليكون من الواضح اليوم أن اسرائيل لا تريد السلام مع الفلسطينيين ، ولا تريد الاعتراف أصلاً بدولة
فلسطين .. وما يحدث اليوم من تحالف ضمني وغير معلن بين اسرائيل وبعض حكومات الدول العربية ما هو إلا تحالف ضدعدو مشترك هو ايران وليس شكلاً من المصالحة أو رغبة في السلام .. إنه تحالف مصالح تستغل فيه اسرائيل الوتر الطائفي لتدغدغه لمصلحتها فتلهي العرب عنها وتوجههم ضد عدوها ايران .. !!! فينسوا اسرائيل التي تستفيد من الوقت في القضاء على ما بقي من الفلسطينيين وتدمير تاريخهم وحضارتهم …
يأتي إعلان ((عام 2014 عام التضامن مع الشعب الفلسطيني )) ليعيد إلى أذهاننا فلسطين ، جرح العروبة النازف إن بقي في العروبة دم بعد أن سالت في جوانبها كل هذه الدماء العربية والسورية ، وحكوماتها ملتهية بشن صراعها الطائفي المقيت ، بدل الالتفات إلى شعوبها ووقف نزيفه المميت …
ولنعود بعدها نحن إلى تضميد جراحنا المفتوحة … التي تركتها وستتركها حروق الطائفية والنزعات المذهبية التي ابتلينا بها ..والتي هي مرهم وبلسم ودواء لاسرائيل .. تعتاش على  تقسيمنا وتخلفنا … وتضمن  استمرارها.

12.02.2014

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى