اقتصاد

حدود واقعية حول رغبة بايدن بزيادة إنتاج النفط السعودي والإماراتي

جددت الإمارات  التزامها بالاتفاق الساري ضمن مجموعة أوبك بلاس مع روسيا، مؤكدة أن إنتاج النفط قريب من الحد الأقصى المخصص لها، وذلك قبل زيارة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة للحث على زيادة الإنتاج.

وتتعرّض البلدان المصدرة للنفط (أوبك وتحالف أوبك بلاس مع موسكو) لضغوط من القوى الغربية لزيادة إنتاجها لتهدئة الأسعار المرتفعة منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في شباط/ فبراير الماضي.

وقال وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل المزروعي في بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية إن “إنتاج دولة الإمارات الحالي قريب من سقف الإنتاج المرجعي للدولة في اتفاقية اوبك بلاس وهو 3,168 مليون برميل يوميا”.

ومن المقرر أن يزور الرئيس الأميركي جو بايدن السعودية الشهر المقبل حيث يُتوقّع أن يدفع باتجاه زيادة المملكة إنتاجها النفطي في مسعى لكبح ارتفاع أسعار الوقود وتسارع التضخم.

ويؤكد تحالف أوبك بلاس، المكون من 23 عضوا بقيادة الرياض وموسكو، رغبته في إرضاء روسيا والحفاظ على تماسك المجموعة.

وتفيد التقارير أن الإمارات قادرة على إنتاج 4,2 مليون برميل يوميا بحسب طاقتها الإنتاجية القصوى المعلن عنها.

السعودية والإمارات تليهما الكويت والعراق تمثل الدول الوحيدة في منظمة أوبك القادرة على ضخ المزيد من النفط

وأكد المزروعي في البيان أن التزام الإمارات ساري المفعول بهذا السقف حتى نهاية الاتفاقية مع روسيا التي تحدد سقف إنتاج لكل دولة وتساعد على استقرار سوق الخام لفترة طويلة.

وأبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأميركي في تسريب مصور في ألمانيا حيث يلتقي قادة مجموعة السبع، بمضمون مكالمة مع نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بشأن قدرات الدول المنتجة للنفط.

ونقل ماكرون لبايدن قول نظيرهما الإماراتي “نحن عند الحد الأقصى.. وبإمكان السعوديين زيادة 150 ألف برميل يوميا، وربما أكثر من ذلك بقليل لكن ليس لديهم طاقات ضخمة لمدة ستة أشهر”.

وبعد نشر رويترز تصريحات ماكرون، ارتفع سعر خام برنت القياسي الثلاثاء 1.7 في المئة ليتجاوز 115 دولارا للبرميل مع سعي الغرب إلى التوصل لطرق من أجل خفض واردات النفط الروسية لمعاقبة موسكو.

وتعد السعودية والإمارات، تليهما الكويت والعراق، الدول الوحيدة في منظمة أوبك القادرة على ضخ المزيد من النفط، بطاقة احتياطية تقدر بما بين 2,5 مليون و3 ملايين برميل يوميا.

وتنتج السعودية 10.5 مليون برميل يوميا وتبلغ طاقتها الاسمية ما بين 12 و12.5 مليون برميل يوميا، وهو ما سيسمح لها نظريا بزيادة الإنتاج مليوني برميل. بينما تنتج الإمارات نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا ولديها القدرة على إنتاج 3.4 مليون برميل يوميا وتعمل على زيادتها إلى أربعة ملايين برميل يوميا.

وارتفعت أسعار النفط العالمية بشكل متسارع في الأشهر الأخيرة بسبب نقص الإمدادات وزيادة الطلب بعد انتهاء جائحة فيروس كورونا. وتفاقمت الأسعار منذ الحرب الروسية الأوكرانية.

وتبحث أوروبا عن سبل استبدال ما يصل إلى مليوني برميل يوميا من الخام الروسي ونحو مليوني برميل يوميا من المنتجات المكررة التي كانت تستوردها من موسكو قبل حرب أوكرانيا.

ويفيد خبراء في النفط أن ضخ تلك الكميات الإضافية لن يعوض انخفاض الصادرات الروسية.

وتدرس مجموعة السبع فرض سقف سعري على الخام الروسي، ضمن حزمة عقوبات جديدة على روسيا.

ومازال هذا الملف محل تشاور وسط موقف غير واضح من فرنسا، التي يبدو أنها لا تعارض المقترح بفرض سقف سعري على النفط الروسي، لكنها تطالب بنقاش أوسع مع منتجي النفط حول هذا الأمر.

ويشير المشككون بجدوى هذا المقترح إلى أن السقف السعري لن ينجح من دون تعاون مستوردين كبار للنفط الروسي مثل الهند والصين.

وأفاد خبراء أن تحديد أسعار النفط لا يحدده المستهلك إنما تخضع الأسعار لقاعدة العرض والطلب في السوق.

وأفاد تقرير نشرته الفاينانشال تايمز مطلع الشهر الجاري أنه “على البيت الأبيض أن يتخذ خيارا غير عاطفي من أجل إضافة إمدادات النفط إلى سوق النفط العالمي ولضمان دعم الرياض للنهج الأمريكي المتشدد تجاه كل من روسيا والصين”.

وأضافت أن “هذه هي الصفقة الأساسية التي من شأنها أن تجعل الرحلة (زيارة بايدن للسعودية) جديرة بالاهتمام”.

ونشرت الغارديان البريطانية في آذار/ مارس الماضي تقريرا أشار إلى أنه “في ظل تراجع العلاقات بين القوى النفطية في الشرق الأوسط وواشنطن إلى أدنى مستوياتها في العصر الحديث، فإن التقديرات قد تعيد ترتيب النظام الإقليمي على أساس شروط تصب في مصلحة الرياض وأبو ظبي

 

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى