افتتاحية الموقع

حرب أوكرانيا : فشل بايدن، أم ضرورات بوتين ، أم هو الخبث الإستراتيجي المدمر ؟؟!

ليست أوكرانيا وحدها المشتعلة بل أمن أوربا كلها بات مهدداً ، فكيف فشل الغرب في تلافي مثل هذا الخطر ؟؟ و كيف وصلت أوروبا و ربما العالم كله إلى هذه الدرجة من اللا أمن و اللا أستقرار ؟؟ الواضح أن إعتماد الخطابات المعتمدة على تسريبات إستخباراتية فشل في حماية أوروبا و تأمينها ، والجلي أكثر أن الرد على ( خطر الحرب ) بخطابات تهدد بعقوبات هو بمثابة إستخدام لغة هيروغليفية للتحاور مع لغة روسية معاصرة . فكم فشل بايدن ؟؟  و كم أندفع بوتين ؟؟ و إلى أين سيصل الأمن الأوربي والدولي ؟؟

فشل بايدن والغرب في تقدير مدى جدية مطالب بوتين . كما فشل بايدن والغرب في فهم مدى خطورة عدم الإستجابة لما يعتبره بوتين ضرورة وجودية لبقاء روسيا وأمنها واستقرارها، و كم فشلت الإستخبارات الغربية والأميركية خاصة في إستيعاب أن إيمان بوتين، وبالتاي قراره قوياً في ضرورة تحقيق أمن بلاده بعدم توسيع الناتو وبسحب أسلحته من أوكرانيا بالإستجابة الغربية  دبلوماسياً وإلا فالحرب ؟؟ بوتين أوضح حتى للعميان أنه مصر ومصمم على تحقيق ما يراه حقوقاً روسية إستراتيجية في حياد أوكرانيا وعدم توسع الناتو باتجاه بلاده . ألم تستمر خطابات بايدن وإدارته بالتكرار لأسابيع أن بوتين يحشد قواته بهدف غزو واجتياح أوكرانيا ؟؟ فماذا فعلوا غير التهديد بعقوبات لا توقف عربة عسكرية . وهي العقوبات التي صحيح أنها تؤذي الإقتصاد الروسي لكنها أيضاً ستؤذي الاقتصاد الأوروبي  وما يرتبط به من إقتصادات عالمية، وتصب في زعزعة الإقتصاد الأوربي والعالمي لتكتمل مصيبة أوروبا وأمنها و اقتصادها . إنه فشل بايدن والغرب في معالجة ما طرحه بوتين ، و هو فشل فتح الباب له لإدخال قواته العسكرية إلى أوكرانيا خاصة و أنه يسمع تأكيدات غربية وأميركية بعدم إقدامها على مساعدة أوكرانيا بالقتال معها ، وبعدم أدخال قوات عسكرية لمواجهة القوات الروسية . و هكذا ترك بايدن أوكرانيا وأوروبا بمواجهة عسكرية وكلاهما لا يقوى على المقاومة العسكرية لفروق القوة الهائلة بينها و بين روسيا ..

فشل بايدن في معالجة قضية أمن روسيا وتوسع الناتو دفع بوتين لاجتياح أوكرانيا لحماية وجود روسيا و استمرارها كما قال . وهكذا احترقت أوكرانيا وحيدة وتزعزع الأمن الإقتصادي الأوربي . وبدلاً من توسع الناتو إلى حدود روسيا و تهديدها ها هي روسيا تصل إلى حدود الأطلسي الشرقية و تهدد دولها .. فشل بايدن وتركه الحرب لتندلع يدفع الإقتصاد الأوروبي إلى الوراء ، ويضع الأمن الأوربي في تهديد دائم ، ويجهض الصعود الألماني الهائل .. كل ذلك دفع قادة فرنسا ( ساركوزي و اولاند مع ماكرون ) للإحساس بمرارة بـ ( ضرورة تحقيق سيادة أوروبا بإنجاز قوتها العسكرية المستقلة ).

اليوم و بعد أن وصلت قوات بوتين إلى حدود الأطلسي هل يقوم بايدن بإيقاف الكارثة و تلافي الفشل الذي أدى إليها عبر الاعتراف بالوقائع الجيوسياسية  وإعطاء روسيا ضمانات أمنها كي تعطي روسيا لأوروبا والغرب ضمان أمنهما ؟؟ و هل يجروء بايدن على الإعتراف بحق روسيا والصين كقوتين عظميين في قرار الأمن والسلم الدوليين ؟؟ أم أن الفشل الغربي و الأميركي سيتمادى أكثر ليترك الحرب تكمل على أوكرانيا بنتائجها المدمرة لإستقرار وأمن أوروبا و العالم ؟ وهل قصد بايدن بشعاره عندما فاز بالرئاسة ( أميركا عادت ) أنها عادت لتطيح بالنظام العالمي وتضحي بأمن حلفائها الأوربيين نكاية بموسكو ؟؟

المصيبة إن لم يكن ما قام به بايدن فشلاً بحتاً بل خبثاً إستراتيجياً مارسه بايدن لضرب أوروبا بروسيا ليضعفها و ليبقى هو السيد ؟؟ إن كان الأمر كذلك فإن الفشل صناعة الجميع ومآلهم !!

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى