علوم وتكنولوجيا

حظر تيك توك ينتظر توقيع بايدن

يواجه تيك توك تهديداً وجودياً في الولايات المتحدة مع تصاعد التوترات بشأن مخاطر خصوصية البيانات الناجمة عن ملكيته الصينية. و الثلاثاء، تلاشت كلّ الخطوط الحمر، مع إقرار مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون سيجبر الشركة الأم للتطبيق «بايت دانس» ومقرّها بكين، على التخلي عن ملكيتها للمنصة في غضون عام أو المخاطرة بحظر التطبيق في البلاد.أُدرج البند الذي يستهدف تيك توك بطريقة خبيثة داخل مشروع قانون حزمة مساعدات خارجية بقيمة 95.3 مليار دولار، من بينها حوالى 26 مليار دولار مخصصة لكيان الاحتلال وأوكرانيا. ويأتي ذلك بعد أن أقر مجلس النواب التشريع نفسه الأسبوع الماضي، فيما يُتوقّع أن يوقّع الرئيس جو بايدن، الذي أعرب عن دعمه حظر تيك توك، على الحزمة بسرعة لتصبح قانوناً، ليدخل بعدها التطبيق حالة انتظار يوم النهاية. وتجدر الإشارة إلى أن حملة بايدن الانتخابية على التطبيق كانت قد انطلقت قبل أيام من بدء حملة مجلس النواب لحظره.

يكشف اتفاق المشرعين من الحزبين على حظر تيك توك، عن مخاوف متزايدة في واشنطن بشأن تداعيات علاقات تيك توك المزعومة مع الصين على الأمن القومي. ويخشى المشرعون من أن الحكومة الصينية قد تجبر «بايت دانس» على تسليم بيانات مستخدمي تيك توك الأميركيين الذين يقدر عددهم بـ 170 مليوناً في الولايات المتحدة، وهو ما تنفيه الشركة. علماً أن بيانات المستخدمين الأميركيين على التطبيق موجودة كلها داخل مراكز بيانات شركة «أوراكل» وعلى الأراضي الأميركية. وانتقدت منصة تيك توك الحظر المحتمل ووصفته بالـ «مؤسف»، وحذّرت من أنه «سيسحق حقوق حرية التعبير» لملايين الأميركيين ويغلق منصة تدرّ 24 مليار دولار سنوياً للاقتصاد الأميركي.

المعركة ليست جديدة، فقد سعى الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الرئاسي الجمهوري المحتمل لعام 2024، إلى حظر تيك توك في عام 2020 قبل أن يغير موقفه. ولكن، حتى لو وقّع بايدن مشروع القرار الحالي، وإذا افترضنا أن توافق «بايت دانس» على بيع التطبيق، ستحتاج الملكية الجديدة إلى موافقة بكين التي تعهدت بمنع أي بيع قسري. أي حتى مع توقيع بايدن على القانون، من المحتمل أن يظل أي حظر أميركي فعليّ على بعد سنوات بسبب التحديات القانونية المتوقعة من «بايت دانس» احتجاجاً على فرض سحب استثمارها من تيك توك بشكل قسري، ما قد يؤخر التنفيذ إلى ما بعد انتخابات 2024.

إلى ذلك، أثار تمرير مشروع القانون احتجاجات من ملايين صناع المحتوى والمبدعين والمستخدمين المؤثرين في التطبيق. حتى أنّ منصة تيك توك دعت قاعدة مستخدميها إلى الاحتجاج على الحظر المقترح.

مع احتدام معركة تيك توك بين واشنطن وبكين، من الملاحظ أنّ الولايات المتحدة صارت تعتبر أنّ التكنولوجيا الصينية تمثّل خطراً على الثقافة الشعبية والوعي السياسي داخل أميركا. بمعنى آخر، الخوف من تيك توك ليس بسبب التقنية نفسها، بل كون الداخل الأميركي صار هشاً إلى درجة تحاول واشنطن بناء الأسوار حوله، وكأنّها إحدى الدول «الديكتاتورية» التي تلجأ إلى قطع الإنترنت كلما غرّد أحد المواطنين على منصات التواصل. وهذه منزلة ما كان أحد ليتصوّر نزول واشنطن إليها، وتعكس ضعفاً ضمنياً يدور في ذهن قادة «العالم الحرّ».

 

 

ميدل إيست أون لاين

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى