تحليلات سياسية

«داعش» في السويداء: هجمات دامية ومنسّقة

«داعش» في السويداء: هجمات دامية ومنسّقة… لا يترك تنظيم «داعش» فرصة إلا ويستغلها لتوجيه ضرباته إلى العسكريين والمدنيين على حد السواء. التنظيم المهزوم، والمطرود من غالبية المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق، لجأ إلى أسلوب «الهجمات المحدودة»، والتي لا يتبعها بسط سيطرة وتثبيت دفاعات.

الأسلوب الأقل «كلفة» بالنسبة للتنظيم المحدود القدرة، والمؤلم والمفاجئ بالنسبة إلى المُهاجَمين، اعتمده التنظيم اليوم في سلسلة هجمات دامية شنّها في مدينة السويداء وريفها، ضد أهداف عسكرية ومدنية من الجيب الذي يسيطر عليه في صحراء السويداء شمال شرق المدينة، انطلق عناصر التنظيم نحو قرى ريف السويداء الشرقي، ليهاجموا فيها عدداً من المراكز الحكومية بالإضافة إلى الاعتداء على المدنيين والسكان. وفي الوقت نفسه، شنّ عناصر التنظيم هجمات انتحارية ضد المدنيين في مدينة السويداء.

وذكرت وسائل إعلام رسمية، والمرصد السوري المعارض، أن عناصر التنظيم «شنّوا هجمات متزامنة على عدد من القرى في الريفين الشمالي والشرقي لمدينة السويداء حيث اشتبكوا مع القوات الحكومية». وأشار التلفزيون الرسمي إلى أن «مهاجِمَيْن على الأقل فجّرا نفسيهما في المدينة، أحدهما قرب سوق والآخر في منطقة أخرى». وقالت الوكالة السورية «سانا»، إن «عنصريْن آخرين من التنظيم لقيا مصرعهما قبل أن يتمكنا من تفجير ما معهما من موادَّ ناسفة».

الهجمات المنسّقة التي شنّها تنظيم «داعش»، هي الأعنف بين الهجمات التي شهدتها المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية منذ أشهر طويلة. ولاتزال ترتفع حصيلة ضحايا الهجمات، إذ أشار المرصد إلى ارتفاع الحصيلة من 114 شخصاً إلى «156 على الأقل بينهم 62 مدنياً»، والبقية من اللجان الشعبية المحليّة. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن ارتفاع الحصيلة ناتج عن «العثور على المزيد من جثث القتلى في قرى طالتها هجمات التنظيم في ريف المحافظة الشرقي».

في المقابل، تمكّن الجيش السوري من احتواء هجمات تنظيم «داعش»، على مختلف القرى في الريف الشرقي، وقد تصدى أهالي قريتي السويمرة والمتونة في ريف السويداء الشمالي، لهجوم عناصر «داعش» ولاحقوهم مسافة ٤ كم في عمق منطقة اللجاة وقتلوا عدداً منهم. يأتي ذلك فيما أصبحت قرى شريحي وشبكي ودوما ورامي في ريف السويداء الشرقي، التي تعرضت للهجوم هذا الصباح، خالية من الإرهابيين.

ومن ناحية أخرى، فقد تبنّى تنظيم «داعش» التفجيرات الإرهابية التي ضربت مدينة السويداء، وتمكنت الجهات الأمنية الرسمية من إلقاء القبض على انتحاري آخر داخل المشفى الوطني في السويداء. وقال عامر العشي محافظ السويداء، إن «السلطات ألقت القبض على مهاجم آخر»، وأضاف لقناة الإخبارية السورية الرسمية أن «مدينة السويداء الآن آمنة وهادئة».

وتعليقاً على التطوّرات، دانت وزارة الخارجية الروسية الهجمات الإرهابية التي ضربت محافظة السويداء، معتبرة أنها «مؤشّر على يأس الإرهابيين أمام هزيمة قريبة لا مفر منها». وقالت الخارجية، في بيان لها: «نُدين مثل هذه الأعمال الوحشية بأشدّ العبارات، ونعرب عن مواساتنا لذوي الضحايا ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى». وأشار البيان إلى أن «نجاحات القوات الحكومية السورية، المدعومة من القوات الجوية الروسية، في تحرير أراضي البلاد من داعش وجبهة النصرة وتنظيمات إرهابية أخرى، تُشعر الإرهابيين بحتمية هزيمتهم، ما يدفعهم للجوء إلى العنف ضد المدنيين».

كما دان المكتب السياسي لحركة «أنصار الله» اليمينة، الهجمات على المدنيين، مؤكدا أن «ما حدث في السويداء يكشف مجدداً حجم الهزيمة المدوّية التي تعرّض لها المشروع الأميركي-الإسرائيلي». كما بارك المكتب السياسي في بيانه للقيادة والشعب السوريَيْن، «الإنتصارات العظيمة التي دفعت العدو لتحريك طائراته وأدواته على الأرض».

 

صحيفة الاخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى