سلايدمشاهير

ديمة الجندي: إنّها مأساة العصر

وسام كنعان 

مرّت سنوات طويلة عوّدت فيها النجمة السورية ديمة الجندي كلّ من يعرفها على أنها غير متاحة، إلا وفقاً لقواعد اجتماعية منظّمة.

لا نراها في الحفلات ولا السهرات وحتى في الأماكن العامة إلا في ما ندر! غادرت الشام نحو دبي قبل سنوات طويلة، وابتعدت عن دراما بلادها، لكنها فعلياً لم تنقطع عن بعض المشاركات العابرة في بضعة مسلسلات.

رغم فقر هذا الموسم على المستوى الإنتاجي بشكل عام، إلا أنه يشكّل عودة وازنة لها. إذ ستكون حاضرة في مسلسلين سوريّين: الأوّل رمضاني بعنوان «صديقات» (كتابة أحمد السيّد مشاركة في التأليف جوت البيك ـــ وإخراج محمد زهير رجب ــــ بطولتها مع سوزان نجم الدين وصباح الجزائري وصفاء سلطان وإمارات رزق وفايز قزق…)، والثاني عشارية «المهرّج» (كتابة بسام جنيد وإخراج رشا شربتجي).

ديمة الجندي: إنّها مأساة العصر

التقينا الجندي في موقع تصوير العمل الثاني لينطلق الحديث بداية عن «طوفان الأقصى». تقول: «أتمنى لو أستطيع تقديم شيء عميق إلى الشعب الفلسطيني المقاوم. منذ السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) كنت أفكّر كيف لي أن أقف معه. فكانت الإحالة لمهنتي كونها تشتبك مع الرأي العام، وعلى اعتبار أنني حاضرة على السوشال ميديا، والجمهور يتابعني عليها. كان لا بد من تحويل تلك الصفحات الافتراضية للإضاءة على المجازر التي يتعرض لها أهلنا في غزّة».

وتضيف: «لست وحدي، بل هناك الكثير من زملائي الممثلين في أنحاء الوطن العربي جميعهم تحدّثوا كلّ من موقعه عن مأساة هذا العصر. الصوت وصل وتحرّك الرأي العام العالمي. وخرجت أصوات حاشدة في أرجاء الأرض تقول لا للظلم والقتل اليومي الممنهج، الذي لم ينفع في تهجير أهل غزّة. لكن آلة الموت لا تفهم ولا تعير أهمية للأصوات المسالمة». بعد مرور ما يقرب من ستين يوماً على «طوفان الأقصى»، هل ما زلتم تواكبون ما يحدث بالكثافة نفسها؟ تجيبنا: «ليس علينا الاعتياد على المشهد الدموي، ولا بد من تكثيف الجهد الإعلامي نحو الشعب المحاصر الذي يموت كلّ يوم. وبات في حاجة الدعم والحراك أكثر من التضامن… من ناحيتي لن أتوقّف عن التذكير بضرورة مقاطعة كل من يدعم العدوان. والهدنة انقضت وعاد القصف الهمجي الذي لا يميّز بين طفل وشيخ مسنّ وامرأة تحتضن أطفالها وتستشهد تحت النار. إذاً، الحل ليس بالهدنة، إنما بتحقيق الحرية الكاملة والاستقلال المطلق لفلسطين وشعبها المناضل».

ديمة الجندي وشخصيتها في المهرج  

وفي الحديث عن الدراما وشخصيّتها في عشارية «المهرج». تقول ديمة الجندي: «ألعب دور فدوى وهي امرأة إيجابية في العموم. يمكن التنويه بصراحة بأنّ الشخصية تتقاطع مع شخصيات عدة سبق أن لعبتها من قبل، لكن هناك فارق واضح لا بد من أن يلمسه المشاهد. فدوى امرأة بسيطة جداً لكن لا تنقصها القوّة. وستختار دعم زوجها (يلعب شخصيته باسم ياخور) حاولنا صوغ ثنائية متماسكة على أمل أن تترك أثراً لطيفاً. علماً أن هذا التعاون الأوّل لي مع شركة «دراما شيلف» المنتجة الذي سيكون بمثابة بوابة لي في الشغل مجدداً ضمن الدراما السورية الخالصة. ولكي أكون أمينة، عليّ الاعتراف بأنّها تجربة ممتعة جداً ساعد في بناء خصوصيتها النص المكتوب بذكاء عالٍ. ووجود مخرجة بحجم وخبرة رشا شربتجي كان أيضاً كناية عن ضمانة وقيمة مضافة. إلى جانب فريق من الممثلين النجوم. كلّ ذلك كان مغرياً إلى درجة تمنّيت لو كانت التجربة أطول لأحقق متعة أكبر».

أما عن رواج الأعمال القصيرة محلياً، فتوضح ديمة الجندي : «أميل فعلياً إلى هذا النوع من الأعمال منذ زمن.، لأنه بعيد عن الإطالة وأحداثه مكثفة، ما يجذب المشاهد بالرغم من اعتبار بعض جهات الإنتاج أنّ الموضوع برمّته مجرّد موضة. لكنه ليس كذلك لأنه عندما يكون المسلسل خارج رمضان، فالأكيد أنّ حالة تكثيف الدراما وتقديمها في عدد حلقات محدود يتيح فرصة أفضل لمشاهدة الحكاية بعيداً من ضغط العروض الهائلة ضمن الموسم».

الدراما المعربة 

أما عن تسيّد الدراما المعرّبة المشهد، وإن كان ممكناً تواجدها ضمن أحد أعمالها قريباً، فتفصح: «كل فئة من المسلسلات لها جمهورها، وهذا النوع أصبح متابعاً. ليس من الضروري تشبيهه بمجتمعنا وحياتنا اليومية، والواقع الذي يسيّجنا، لأن الاختلاف ظاهر والمنطق التركي يترك بصمته بوضوح. كما أن وحالة التعريب يمكن التقاطها بسهولة وهذا طبيعي! وبالتالي هذا نوع للتسلية والترفيه فقط، وهو مطلوب ضمن أنواع يجب أن تكون متعددة. لذا أعتقد بأن التواجد فيها سيكون جميلاً، لأنني أتمنى تقديم كلّ الأنواع باستمرار ولو أنّ الدراما المعربة ليست المفضّلة عندي». وماذا عن الجرأة المطلوبة في مثل هذه الأنواع؟ تردّ: «الجرأة في الأعمال التلفزيونية لها معايير ويجب أن يكون وراءها مبرّرات.

ثم لا بد من أن تكون ضمن حدود طالما أنها تعرض على الشاشات في كلّ البيوت. بالنسبة إليّ، لم يسبق أن جسّدت مشاهد جريئة مماثلة. ولا أطمح أصلاً لتغيير صورتي أمام الجمهور. ولا حتى أمام محيطي المقرّب ولا أمام نفسي! ربما ما زلت كما أطللت في المرة الأولى على المستويين الداخلي والخارجي».

 

ميدل إيست أون لاين

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى