دائماً ما كانت مسيرة النجمة السورية كاريس بشار مليئة بالأدوار المميزة والمحطات الفارقة،
ولكن ربما يبقى الدور الذي لا ينسى في حياتها المهنية هو شخصية «وردة» التي جسّدتها في مسلسل «غداً نلتقي» (تأليف إياد أبو الشامات، إخراج رامي حنّا). تلك الفتاة الرقيقة التي أجبرتها الحرب في وطنها على مغادرته. لتبدأ حياة جديدة في لبنان حيث تعمل في تغسيل الموتى. تدور الأحداث في سياق درامي إنساني عميق إذ تتصارع الشخصيات، من بينها شقيقان أحدهما موالٍ للنظام (عبد المنعم عمايري) والآخر معارض (مكسيم خليل)، في سردية رمزية تعكس المأساة التي يعيشها الشعب السوري وتشتت الأسر على وقع الحرب.
لكن بعد هذه التجربة الاستثنائية، تندرج إطلالات كاريس الدرامية التالية بمنزلة محاولة لتثبيت الحضور من دون أن تستنهض الأدوار التي يلعبها إبداعها بالقوة نفسها. هكذا، تراوحت أعمالها بين متابعات تقليدية وأخرى لم تكن قادرة على إبراز قدراتها التمثيلية أيضا. ناهيك بالصعوبات التي واجهتها خلال مسلسل «النار بالنار» (ورشة كتاب، إخراج محمد عبد العزيز) الذي شهد نزاعات كبيرة وتراشقاً إعلامياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ليظل السؤال مطروحاً: متى تستعيد كاريس بشار مكانتها الحقيقية؟
رمضان 2025، كاريس بشار على موعد مع بطولتين مميزتين
وفي رمضان 2025، ستكون بشار على موعد مع بطولتين مميزتين في عملين دراميين مهمين. الأوّل هو «حبق» (تأليف بلال شحادات، إخراج باسم السلكا). الذي تلعب فيه دور سيدة تصاب بحالة غريبة تفتح بصيرتها لتشعر بمخاطر المستقبل. وتدور أحداثه في بيئة دمشقية شعبية ويكشف عن قضايا الفساد والمشكلات الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع السوري بمختلف أطيافه.
أما الثاني، فهو «تحت سابع أرض» (تأليف عمر أبو سعدة، إخراج سامر البرقاوي) الذي تظهر فيه كامرأة قوية ومهيمنة أيضا. تنفذ ما يخطر لها من دون تردد، إلى جانب تيم حسن ومنى واصف أيضا. مسلسل اجتماعي معاصر مليء بالأجواء التشويقية، يسلّط الضوء على عمليات تزوير العملة وطقوس المافيا أيضا.
وأمام هاتين التجربتَيْن الجديدتَيْن، تأمل بشار أن تعود إلى الأدوار التي تمنحها الفرصة لإعادة اكتشاف قوتها التمثيلية، وتثبيت موقعها كنجمة سورية في عالم الدراما.
صحيفة الأخبار اللبنانية