
نجحتْ دار توتول وأسرةُ صديقنا الراحل الكاتب الكبير سهيل الذيب في استحضار طيفه الجميل من خلال مبادرة طيبة ينبغي أن نساهم جميعاً في إنجاحها. فقد أعلنت دار توتول للنشر في سورية عن مبادرة ثقافية تستحق التقدير، وهي إطلاق جائزة الكاتب الراحل سهيل الذيب للرواية بالتعاون مع أسرته الكريمة، وهي جائزة سنوية تم تحديد فترة القبول لدورتها الأولى قبل أيام .
في هذه الخطوة تبدأ هذه المبادرة الاجتماعية برسم دائرة الوفاء للثقافة بعد سقوط النظام السابق، فدار توتول التي يمتلكها المحامي الكاتب محمد أحمد الطاهر وتديرها الدكتور عايدة محمد الفهد سبق وبادرت بتكريمه وهو حي عندما حملت الدورة الأولى لجائزتها العربية اسمه قبل سنوات، وزينها حضوره الآسر..
وسهيل الذيب رغم أنه كاتب كبير بارز في الرواية والقصة هو صديق لنا جميعاً ولأسرة دار توتول، وهذا يعني أن من الطبيعي أن تحمل ذاكرة الأيام الماضية بادرة الوفاء الطيبة هذه، فتحيي ذكراه بهذه الطريقة .
وفي ذاكرة هذه البادرة مجموعة من الأصدقاء الرائعين الذين تشجعوا وتحمسوا لكل الفعاليات الثقافية التي أطلقناها مع بعض، وهم محمد الحفري ومقبل الميلع وفاتن ديركي وجمال الزعبي وأنا والصديقين الطاهر والفهد ، أطلقناها بشجاعة ووجدنا إلى جانبنا غالبية الوسط الثقافي وأهمها اتحاد الكتاب العرب ورئيسه السابق الدكتور محمد الحوراني.
كانت الأنشطة التي أطلقناها على غاية الأهمية، وتم تتويجها قبل سنوات بأهم مشروع تشاركي روائي عربي هو رواية ((القطار الأزرق)) التي شقت طريقها لتسجل أول مشروع من هذا النوع يساهم في كتابته بلغة واحدة سبعة كتاب محترفين نال أغلبهم جوائز عربية ومحلية.
وقبل وبعد مشروع رواية (القطار الأزرق) الناجح ، غصّت قاعات المحاضرات في دمشق واللاذقية ودرعا وحمص التي أقمنا بها أنشطتنا بالحضور، لأن هذه الأنشطة لاقت حظوة في الوسط الثقافي وشكلت نوعا من الحراك الثقافي انضم إلى نشاطات أخرى قام بها كتاب ومثقفون آخرون نعتز بتجربتهم.
والكاتب الروائي سهيل الذيب الذي شاركنا في رحلتنا النشطة والجميلة في جمعية القصة والرواية والفعاليات الكبرى التي أثارت اهتمام الوسط الثقافي السوري كان أمينا لسر جمعية القصة والرواية، وكان من الفاعلين في اتحاد الكتاب العرب، كما حفلت أعماله النثرية والشعرية بميزات خاصة جعلته في دائرة الضوء بعد أن كتب في الصحافة من خلال صحيفتي الوطن وتشرين (الحرية حاليا) .
اليوم يعود سهيل الذيب ضاحكا، فرحا بالحياة ، كما كان دائماً في كل المحافل التي جمعتنا، فرحاً متفائلاً حتى وهو يصارع المرض الخبيث بكبرياء، وكنا نلتقي معه ونقف إلى جانبه كما كان هو يقف معنا وإلى جانبنا، رجل أحب الحياة من دون أن يهاب الموت، لذلك فجائزة سهيل الذيب اليوم تعيده إلينا بقامته القافية الكبيرة ، وكأنه لم يرحل عن هذه الدنيا!
بوابة الشرق الأوسط الجديدة