سورية والعرب ومستقبل المنطقة

 

 

خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

دبلوماسي عربي، عمل مع الأمم المتحدة على الملف السوري، انتقد، في مقال نشره في جريدة عربية واسعة الانتشار، تقصير العمل العربي ، في إطار التعاون مع سورية، بما ينعكس على هؤلاء المقصرون، (الدول العربية)، لأنه ينعكس على مستقبل المنطقة العربية ككل.

وعلى أرضية تقدم الحكومة السورية في كسر القوة الأساسية للارهاب، واستعادة السيادة والسيطرة على معظم الأراضي السورية، على هذه الأرضية، يصبح من المنطقي أن يرى الدبلوماسي العربي في مقاله، أن المنطقة يجري إعادة ترتيبها، انطلاقاً من سورية، وللتأكيد على هذه الفكرة، استند الدبلوماسي إلى ما ينسب إلى كيسينجر من قول يفيد أن من (يكسب سورية، يكسب الشرق الأوسط بأكمله). لذلك فإن كسب التعاون العربي مع الحكومة السورية، يشركها في إعادة استقرار وتنظيم المنطقة.

ويقوم انتقاد الدبلوماسي للعرب، بعدم قيامهم بمبادرة عربية جماعية، تجاه سورية، والتعاون مع الحكومة السورية- نعم مع الحكومة السورية- لأنها هي الجهة الفاعلة في استكمال القضاء على الإرهاب، وهي الجهة المقررة تجاه المسار السياسي، وطالما أن العرب اقتنعوا أن محاولات اسقاط سورية فشلت، وأن كل المعارضات التي استخدمت في هذا الإطار فضحت قدراتها على التأثير، وطالما أن العرب انكفأت عن الاعتماد عليهم، فلماذا تضييع الوقت؟؟ ولماذا لا نرى مبادرة عربية جماعية للتعاون مع سورية؟؟ خاصة أن هذا التعاون سيعود على كل الدول العربية وعلى المنطقة بالخير والاستقرار والأمان.

في هذا المجال، كانت مبادرة الإمارات، عبر القائم بأعمالها استشرافية، ولكنها مازالت فردية. ويرى كثيرون أنها مقدمة لدول الخليج لتحذو حذوها، طبعاً مع مصر وبقية العرب، خاصة وأن الوقائع أثبتت الرؤية السورية، سواء تجاه خطر الإخوان المسلمين، أو تجاه خطر الدور التركي على المنطقة العربية، وهذه المخاطر (الاخوان- تركيا) تستلزم التعاون العربي مع سورية، كما أن لسورية تأثير كبير في قضية إيران مع العرب، وبإمكان دمشق القيام بدور الوسيط الموازن والمهدئ بين طهران ودول الخليج، وهذه ضرورة استراتيجية لاستقرار المنطقة ومستقبلها.

من أهم عوامل استمرار السوريين الحضاري، تجاوزهم للماضي وبلاياه، تطلعاً للمستقبل الأكثر قوة وأمناً وحضارة، كما أن فطرة السوريين العربية تجعل العروبة ضميرهم قوياً في بناء المستقبل العربي. لكل ذلك، من المؤكد أن السوريين سيقبلون بمبادرة عربية جماعية للتعاون معهم في رسم مستقبل المنطقة، ومستقبل العرب فيها، لأن السوريين يعرفون جيداً أن عودة العرب والتفافهم لتحصين مستقبلهم هو أساس من أسس الرؤية السورية الوطنية – القومية، في شحن التعاون العربي، ليكون فاعلاً في تحقيق استقرار المنطقة، تجاه مشاريع الهيمنة الاقليمية و الدولية، فهل يقوم العرب بمثل هذه المبادرة الجماعية، رغماً عن الرغبة الأطلسية في استمرار تفرق العرب وتقاتلهم؟

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى