شريكي الأناني. هل علاقتنا محكومٌ عليها بالفشل؟

شريكي الأناني. هل علاقتنا محكومٌ عليها بالفشل؟ العطاء أحد الفضائل الإنسانية القيمّة، والتي تعني البَذل والتضحية. وفي حين أن العطاء للآخرين يمكن أن ينشر الحياة والأمل والحب والسعادة. كما واحترام الذات، إلا أنه لا بد ان يكون لكل شئ حدود وسقف.

فالعطاء الدائم على طول الحياة وفقًا للخبراء ليس مفيداً للصحة والرفاهية والعلاقات الإنسانية. فهو قد يغري بعض الأنفس الضعيفة خاصة الأنانية بالاستغلال..

سيدتي تناقش بالسياق التالي قيمة العطاء. وهل يجب أن يكون بلا حدود حتى لو كان شريكي أناني ؟ وهي الأنانية احد أسباب فشل العلاقات الزوجية أو الرومانسية عامة.

• النفس البشرية جبلت على الخطأ والإثم والطمع والأنانية

يقول اختصاصي التنمية البشرية د. سعيد إسماعيل لسيدتي: العطاء قيمة إنسانية عظيمة حثت عليها سائر الأديان والأخلاق والقيم. على أن العطاء بلا حدود لا يجب أن يكون إلا لوجه سبحانه وتعالى. ويكون بتقديم الخير دائمًا، والإحسان للأخرين. والتصدق وغيرها من القيم والسلوكيات الجميلة والتي تقرب القلوب وتكرس للمحبة بين الناس. أما العطاء مع البشر ينبغى أن يكون بحدود مهما كان كرم الشخص ومهما كانت درجة قرب الشخص الآخر منه. سواء أكان من الأصدقاء أو الأقارب أو الزملاء. أو حتى للزوج وشريك الحياة. فالنفس البشرية جبلت على الخطأ والإثم والطمع. والأنانية والعطاء بلا مقابل قد يغريها بالاستغلال. وتعمد إيثار الذات فيكون الحزن الكبير والألم البليغ.. ومن ثمّ ينبغى من البداية أخذ الحيطة والحذر.

• كيف اتصرف مع شريكي الأناني؟

اذا اكتشفت أن شريكك شخصية أنانية تؤثر الخير لنفسها دون الآخر. ويضع نفسه دائمًا في مرتبة أعلى من الآخرين ويتصرف بأثرة في معظم سلوكياته.  كما ولا يفكر إلا في نفسه. فقد يسبب ذلك الكثير من المشكلات في الحياة الزوجية. ولكن هذا ليس نهاية العالم ولن يكون سبباً في فشل الحياة إذا اتبعت بعض النصائح:

1. اعمل على تحقيق سعادتك في البداية

إذا كنت تتعامل مع شريكي الأناني، فمن المحتمل أنك اعتدت على تقليل أولويات نفسك واحتياجاتك لصالح احتياجاته. الآن توقف وابدأ بتحديد ما تحتاجه أنت لتكون سعيدًا. واعلم أننا نعيش حياة واحدة، وأنها قصيرة جدًا. وثمينة جدًا. ونحن نستحق السعادة بها. ومن ثمّ اطرح على نفسك تلك الأسئلة وحاول إيجاد إجابة لها:

– كيف تكون علاقة الحب بيننا مرضية حقًا؟

– و كيف يبدو الأمر عندما يتم رؤيتي وسماع صوتي وأحاديثي؟

– كيف أحقق قيمة الوثوق بي واحترامي في علاقة الحب؟

– ما مقدار العطاء الذي يجب أن أبذله ولا أشعر باستغلالي؟

– كيف احصل من شريكي على عطاء مماثل؟

– هل يرضيني هذا القدر من العطاء؟

ثم تواصل مع شريكك بعد ذلك. وحاول إشراكه في إجابة تلك الأسئلة. ثم حاول تدوين اليوميات كوسيلة لتحديد ما تريده في العلاقة.

2. قم بتوصيل احتياجاتك إلى شريكك

لا تدخل مباشرة في جدال لتلقي اللوم على أنانيته أو حبه لذاته. وبدلا من استخدام ضمير المخاطب أنت، تحدث بصيغة أنا. وبدلًا من أن تلقي باللوم عليه، حاول مشاركته بإلقاء اللوم على كليكما. أو إلقاء اللوم على نفسك فقط. ومن ثمّ سيظهر أن ما حدث ما هو إلا تأثير سلوك شريكك. ومن ثمّ فأنت تعطي له مثالاً على تحمل تبعية موقف ما حدث.

من المعروف أن العلاقات الإنسانية الصحية بها مجال للفردية. ولكن ليس على حساب بعضنا البعض. فمن المهم أن يدافع كل طرف عن نفسه وأن يتمتع بالفردية خارج العلاقة. ولكن في النهاية يجب ألا يتنصل أحد من خطئه وتدفعه أنانيته لإلقاء اللوم على الآخر.

3. كن أنانيًا بعض الشيء مع شريكي الأناني

يقول د. سعيد إسماعيل: عندما يقول الأناني لا للأشياء التي لا تخدمه. فهو يتيح لنفسه الأمر أن يقول لها نعم. حيث يحاول إعطاء الأولوية للأشياء التي ترضيه بغض النظر عن تأثيرها على الآخرين. وهنا يجب ان يدرك أنه لا يمكنه الاتكاء على “متلازمة الشخصية الرئيسية”. فيختزل شريكه إلى شخصيات ثانوية. بل يجب تنبيهه أنه لا بأس أن يمنح نفسه مركز الصدارة ولكن ليكن قادرًا على مشاركة الأضواء مع الآخرين.

4. كن جريئًا لتخبره بل وتنذره بأهمية التغيير

يقول: كما نصحنا آنفًا فالأنانية يمكن التعامل معها وليست سببًا لفشل الحياة بين الزوجين. حيث تغيير التصرفات والشخصية في أي شخص ممكن. ويعتمد الأمر على من يريد هذا التغيير بالفعل. وفي العلاقة التي يكون فيها شريكك أنانيًا، ضع عليه مسؤولية الاهتمام بما يكفي للتغيير بل وأنذره بأهمية بذل جهد بذلك الأمر.

5. جادلهم إذا تطلب الامر بحثًأ عن حقك

إذا استجاب شريكك لمشاعرك باحترام. فأنت على الطريق الصحيح. ولكن إذا شكك في تصورك للأحداث وتصرفه الأناني، جادله بطريقة مقبولة حول ما حدث بالفعل. وإذا أخبرك شريكك أن مشاعرك غير صحيحة. فهو يسلط الضوء عليك ويضع الكرة بملعبك. ومن غير المرجح أن تحرز أي تقدم. ولكن لا تيأس وعد للحديث والمجادلة من جديد ولا تيأس حتى تحقق هدفك.

6. خذ استراحة

إذا كان شريكك أنانيًا بشكل خاص. وزادت موجات أنانيته ولا يستجيب بشكل جيد لمحاولاتك للتغيير، فقد يكون من المفيد أخذ استراحة مؤقتة من العلاقة. وهذه الخطوة ما نطلق عليها اسم “الإنقاذ”. حيث الاجواء المشحونة وكل شيء غائم والصورة غير واضحة. ومن ثمّ أنت تحتاج إلى الابتعاد قليلًا حتى تتمكن من التكيف مع نفسك وإعادة ترتيب الأمور. حيث تحتاج للتوقف برهة للحظة من الأنانية الذاتية لتمارس الرعاية الذاتية. واعلم أنك لا تحتاج إلى إيلام نفسك وإظهار الخطأ أنه خطأك. بدلًا من ذلك، تعامل مع الأمر باعتباره وقتًا لوضع الحدود وإظهار لشريكك أنك ستعتني بنفسك، وتتوقع منه أن يحترم ذلك ويفعل الشيء نفسه.

7. إذا لزم الأمر، قم بإيقافه

إن البقاء في علاقة مع شخص لا يعطي الأولوية لاحتياجاتك. كما ولا يظهر أي علامات للتغيير هو وسيلة مؤكدة للشعور بخيبة الأمل. فإذا لم تجد محاولاتك أدنى صدى لديه فقد حان الوقت للتوقف تمامًا. كما وإبلاغه أنكما على وشك وضع كلمة النهاية. وطبعا هذا مجرد تهديد قوي وإنذار شديد اللهجة أيضا.  ليعلم شريكك أن أفعاله لها عواقب وخيمة.

مجلة سيدتي