فن و ثقافة

عائلة جيمس بوند تحميه من أطماع تجارة التجزئة !!

أشترت أمازون إمتياز جيمس بوند وهذا ما أثار القلق على مصير هذه الشخصية التي بات إمتيازها في يد شركة تجارة تجزئة تهتم بالعائد التجاري بالدرجة الأولى.

وهذا ما يجعل (الجودة البوندية )، التي تكرست في العقود السابقة، في خطر من أطماع وأساليب التجارة و تفضيل الربح.

ولكن تفاصيل الصفقة تفيد أن عائلة جيمس بوند أشترطت الإحتفاظ بقرار الجودة  والتمسك بحق تقرير حفظ تفاصيل هذه الشخصية .ضمن الجودة والإبداعية التي تحفظها .( تصوروا !  يحافظون على جودة شخصية ونحن نفرط بالكثير من ثقافتنا ومثقفينا.!)

جيمس بوند ليس إمتيازاً بل شركة عائلية

جيمس بوند ليس إمتيازاً بل شركة عائلية تملكها أسرة بروكلي/ ويلسون وهذا سر بقاء تألق هذه الشخصية. لأن جيمس بوند، وعبر كل العقود التي شهدت إنتاج سلسلة أفلام هذا العميل بقي محتفظاً بجودته لأنه محمي من أشخاص يحبونه.

وهم عائلته الممسكة بقرار إنتاجه و نوعية جودته. ويروي ( جون لوجان ). كاتب سيناريو عدد من أفلام بوند، كيف كانت الإجتماعات تتم مع عائلة جيمس بوند لدراسة و إقرار تفاصيل الحدث و تطور الشخصية  وذلك في كل فيلم يحضر لإنتاجه.

ويحكي لوجان كيف تشارك العائلة كلها في النقاش ( و كأننا في دعوة عشاء قلبية ) حيث يشارك صبيان العائلة، أو العمة الموسوسة. أو الأخت المتشاوفة و المفتخرة بجيمس، لنحصل في النهاية على جودة تامة لشخصية جيمس بوند وجدتها و معاصرتها وإبداعيتها ..

و يرى لوجان أن بقاء قرار الجودة بيد عائلة جيمس بوند سيجعل أي شطط تجاري لمدراء شركة التجزئة أمازون . ومحاسبيها ومحاميها، خارج الباب، وخارج التاثير على الأفلام القادمة لبوند

. و يبدو أن بربارا بروكلي و أخاها غير الشقيق، مارك ويلسون، اللذان يمسكان بجودة بوند . حرصوا على ألا تؤثر صفقة بيع إمتياز جيمس بوند على جودة وإبداعية الشخصية في الأفلام القادمة، وهذا سر نجاح واستمرار هذه الشخصية المتوالدة والمستمرة .

بدأ إنتاج أفلام جيمس بوند منذ منتصف القرن العشرين . ورأى أصحابه مدى نجاحة وغنى مضامينه، فحولوا الفيلم الأول إلى شركة مستمرة بالإنتاج . كما جعلوا المسؤولين عن هذا العمل بمثابة العائلة التي تحرص على إبنها وجودته وتميزه وإبداعيته.

واليوم يتمسكون بهذا  النهج ضمن صفقة أمازون، وكل ذلك يشكل تجربة مبدعة إنتاجياً في الحرص على الجودة والإبداع  أساس الإستمرار والتألق .

شخصية سينمائية مثلت عميل بالإستخبارات البريطانية وتحولت إلى خط إنتاج للأفلام مستمر ومتطور، وبفضل تحول المنتجين ( أصحاب الإمتياز ) إلى عائلة للشخصية تم حفظ إبداعية و جودة هذه الشخصية .

و هكذا فكل فيلم من هذه السلسلة حافظ على جودته كأنه الفيلم الأول. و نجح النجاح الذي لا تكسبه إلا الأعمال الإبداعية ذات الجودة والجدة .

إنها تجربة في إستثمار شخصية فنية بشكل إبداعي عبر عائلة تعتبر هذه الشخصية إبنها. وعليها حمايته ورعايته و الحفاظ على تألقه وإبداعيته. كما عليها أن تفتح له الطريق نحو مستقبل إبداعي متجدد.

 خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى