تحليلات سياسيةسلايد

عشرة أيّام حاسمة في مِلف الغاز والنفط اللبناني..

بقيت عشرة أيّام عشرة أيّام حاسمة في مِلف الغاز والنفط اللبناني..   من عُمر المُهلة التي حدّدها السيّد حسن نصر الله أمين عام حزب الله لدولة الاحتلال الإسرائيلي للرّد بشَكلٍ مُرضٍ على مُقترحاتٍ لبنانيّة حملها المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين إلى تل أبيب للتوصّل إلى تسويةٍ للخِلاف حول ترسيم الحُدود في المِياه الإقليميّة وبِما يحفظ حُقوق لبنان النفطيّة والغازيّة كاملة.

السيّد نصر الله وفي الخِطاب الذي ألقاه أمس الجمعة أثناء حفل وضع الأساس لـ”معلم جنتا” للسياحة الجهاديّة (مركز تدريب لمُتطوّعي حزب الله) وجّه إنذارًا قويًّا لدولة الاحتلال عندما قال “إذا لم يحصل لبنان على حُقوقه التي تُطالب بها الدولة اللبنانيّة، فنحن ذاهبون إلى التصعيد”.

ما نُريد قوله إن الأيّام العشرة القادمة ربّما تكون مصيريّة في هذا المِلف، ولهذا هُناك عدّة سيناريوهات مُتوقّعة:

الأوّل: أن يعود هوكشتاين برَدٍّ إسرائيليّ واضح على المُقترحات اللبنانيّة وأبرزها القُبول بخطّ 23، وحقل قانا كاملًا، ورفض أيّ مُشاركة لبنانيّة مع إسرائيل لاقتِسام العوائد النفطيّة والغازيّة.

الثاني: إقدام حُكومة لابيد المُؤقّتة إلى تأجيل أيّ قرارٍ لها في هذا الخصوص إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيليّة في شهر تشرين ثاني (نوفمبر) المُقبل، وتشكيل حُكومة إسرائيليّة، على أن يتم دعم هذا التّأجيل بوقفٍ كامل لأعمال التّنقيب والحفر واستِخراج الغاز من حقل “كاريش” والحُقول المُجاورة له لتجنّب استِفزاز “حزب الله”.

الخِيار الثاني، أيّ التأجيل، ربّما يكون الأكثر ترجيحًا، لكسب المزيد من الوقت، وفي إطار عُنصر المُناورة الذي يُجيده الإسرائيليّون، ويُمكن أن يجدوا له بعض التّأييد في أوساط بعض اللبنانيين الذين يقفون في الخندق الآخَر المُواجِه لحزب الله.

إسرائيل لا تتأثّر بالتأجيل لأنّها في وَضعٍ اقتصاديّ مُريح، ولكن لبنان لا يستطيع التّعايش مع مُؤامرة التّأجيل الإسرائيليّة هذه في ظِل انحِدار أغلبيّته السّاحقة إلى حُفرة الجُوع والاختناق من جرّاء الأزمات المعيشيّة الطّاحنة التي أفرزتها الأزمة الاقتصاديّة الأُم.

نحن في انتظار خطاب السيّد نصر الله بعد غَدٍ الاثنين الذي سيَرُد فيه على الكثير من النّقاط التي ذكرناها آنفًا إلى جانب العديد من القضايا الأخرى المُتعلّقة بالوضع اللبناني الدّاخلي.

إطلاق ثلاث مُسيرّات من قِبَل حزب الله إلى أجواء حقل “كاريش” وإلحاقها بشَريطٍ مُصوّر لكُلّ الحُقول الأخرى على طُول السّاحل الفِلسطيني المُحتل والسّفن الحربيّة التي تحميها كان رسالة تحذير، فهل ستكون المرحلة المُقبلة هي مرحلة التّصعيد العسكري؟

الأمر يتوقّف على نتائج المُفاوضات الأمريكيّة الإيرانيّة النوويّة في فيينا، ومن غير المُستبعد أن يُؤدّي التوصّل إلى اتّفاق إلى تأجيل التّصعيد في مِلف الغاز اللبناني إلى بضعة أيّام أو أسابيع، أو إلى ضُغوطٍ أمريكيّة على دولة الاحِتلال لتقديم تنازلات تُؤدّي إلى إرضاء الدولة اللبنانيّة.

عشرة أيّام حاسمة، وكُلّ الاحتِمالات واردة، وكُلّ الأطراف لا تُريد الحرب، ولكن لن يكون ذلك على حِساب الشعب اللبناني وحُقوقه السياديّة في ثرواته النفطيّة والغازيّة.. واللُه أعلم.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى