علي جازو يعترف بالخسران في ‘ابتهالات’

الشاعر السوري يقدم لنفسه ولقصيدته مسارا مختلفا في مجموعته الشعرية الجديدة مبتهلا باللغة بما يتمنى ويحس.
يعترف الشاعر علي جازو بالخسران في مجموعته الشعرية الجديدة “ابتهالات” الصادرة عن منشورات المتوسط في ايطاليا في اتجاه مختلف يختار فيه الشاعر السوري لنفسه ولقصيدته خطًا آخر.

وأراد جازو في ابتهالاته أن تتجنب قصائده ادعاء القوة فذهبت نصوص كتابه الجديد إلى الخفوت والترجّي.. ترجّي ما يتمنّى.
وجاء في كلمة الناشر عن المجموعة أنه على غير المعتاد، بأن تجرّ الحرب الشعرَ إلي خنادقها الملغمة، ومعادنها اللامعة، وخرابها العميم. وقد تفعلُ مع المشاعر فعلها، بأن تذهب بها تصاعديًا، إلي النّكران، ما يرفعُ صوت القصيدة ونبرها، اختار علي جازو لنفسه ولقصيدته مسارا مختلفا.

يقول:
يا ربُّ،
غضبُ العافية غضبُ الأشجار
كلُّ تفتُّحٍ ينجو من غضبٍ
تفتَّحْ زهرةً
يا ربُّ، احزَنْ.
حُزنُ الحبِّ الحزنُ كلُّه
ما أحبَّ مَنْ لم يحزن.

وأضاف “ويبدو أنه في مقاطعِهِ القصيرة الهادئة، ضمن كتابه، يتأملُ، فيأملُ، فيترجّى. إنهُ يعبرُ نهر الخراب بقارب الابتهال. إنهُ يعترفُ بالضعف ليقوى”.
ياربُّ،
النصرُ عادةُ خرابٍ
العادات مضحكة
لا تُضحِك.

إنهُ في مقاطعِهِ القصيرة الهادئة، يتأملُ، فيأملُ، فيترجّي. إنهُ يعبرُ نهر الخراب بقارب الابتهال. إنهُ يعترفُ بالضعف ليقوي:
يا ربُّ، فرْقٌ صامتٌ!
الموتُ ضيقٌ لا يُردُّ
ابتهِل.

ولكنّ الحرب ليست وحدها ما يشكل مضمون قصائد جازو الأخيرة، إنها الحياة، بكامل عريها، بجمالها وآلامها
، بطبائعها وناسها وأحجارها وحواسها فهو يبتهل في ما يتمنى، في ما يرى ويفرُ ويحس. وقد صدق إذ أطلق على مجموعته هذا الاسم.

يتابعُ علي جازو:
يا ربُّ، سئمتُ جوعًا، لا يصرخُ
الجوعُ صراخُ طفلٍ
إلي طفلك، انظرْ.

و”‬ابتهالات لعلي جازو صدرت عن سلسلة براءات في منشورات المتوسط، وهي مجموعة إصدارات خاصة فقط بالشعر والقصة القصيرة والنصوص، أطلقتها المتوسط احتفاء بهذه الأجناس الأدبية.
و”ابتهالات الإصدار الرابع للشاعر بعد ثلاثة إصدارات سابقة هي: “الغروب الكبير (2005)”، “ممرّات الشمس (2007)”، و”يوميّات وقصائد (2015)”.

تقع المجموعة في 72 صفحة من القطع المتوسط.

ميدل ايست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى