بين قوسين

فن .. الحياة …

كما تقبل جمال الحياة.. وتستمع به، عليك ان تقبل قبحها وقسوتها …فالحياة فيها السيء كما الجيد .. فيها الفشل كما النجاح .. وفيها الشر كما الخير ، وفيها الموت كما الولادة .. وفيها الفراق كما اللقاء ، وفيها الدموع كما الضحكات ..

اقبلها كماهي .. وستكون بخير … وتعيش بسلام.

بهذه البساطة .. ان قبلت كل شيء تعيشه وتمر به في حياتك .. ستكون متصالحا مع نفسك .. راضيا قنوعا .. تعيش بسلام وراحة ..

… فاكثر ما نحتاجه في هذه الأيام هو فن اللامبالاة.

ملخص كتاب وجدته في طريقي وانا ابحث عن بعض الروايات لأقرأ . لفتني العنوان .. ((فن اللامبالاة)). اشتريت الكتاب وقرأته ..

وأعدت قراءته ..

كتاب شيق .. سلس .. يبسط لك معنى القبول .. ويسهل عليك الكثير من الأمور التي نعيشها ونختبرها أحيانا فتحول حياتنا الى يأس وقلق وسواد ..

ومن تحليلي لما قرأت ومن خبرتي المتواضعة أضيف  : في الحياة نوعين من الخبرات والتجارب التي نعيشها .. وهي تجارب خاصة ، وتجارب عامة ..

التجارب الخاصة هي ما نعيشه على المستوى الشخصي من اختبار بالعلاقات الفردية والصداقات والحب … منها التي تفرحنا ومنها ما يبكينا ويدمي قلبنا .. ومنها نجاحات وانجازات على الصعيد الشخصي أيضا .. تجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز ومنها ما يجعلنا حزينين .. مكتئبين .. نكره حياتنا وأنفسنا ..

وتجارب عامة وهي ما نعيشه على المستوى العام كالحرب .. والأوبئة .. والكوارث ..

فتجعلنا نختبر بصدق وعمق النظام المجتمعي الذي نعيشه .. ونختبر كل المبادئ والاخلاق التي نتعلمها ونلتزم بها .. هل تناسب الحريات العامة والانسانية التي يجب ان نتفوق بها .. أم اننا نعيش في فقاعات فارغة ومفرغة من كل محتوى للانسانية .. تظهر بوضوح عند الشدائد والازمات …

هذان النوعان من التجارب والخبرات هما ما يحددان من نحن .. وكيف نعيش .. والى أين نسير .!

نحن نتحكم بما يخصنا .. وكيفية تقبلنا وتعاملنا مع ما نمر به على المستوى الشخصي .. ونستطيع بقرار شخصي أن نحول اليأس الى أمل والحزن الى فرح ولكننا عاجزون امام التجارب العامة .. فنحن لا نستطيع أن نوقف حربا .. ولا نستطيع أن نمنع وباء ولا كارثة من الوقوع .. ولكننا نستطيع ان نتحكم بطريقة تعاملنا وتقبلنا وردود أفعالنا … فنسمح لكل ما هو طارئ في حياتنا أن يدمرنا … أو نقبل .. نتصالح .. نستمر .. فاللامبالاة فن من فنون الحياة … ان أتقناه استطعنا أن نعيش ونرى الجمال فيما حولنا ونستمتع بحياتنا  ..

دعوة الى التقبل والسلام مع الذات والبحث عن الجمال في كل شيء حولنا .. لتطوير فنون الحياة .. أنصح وبشدة .. بفن اللامبالاة..

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى