افتتاحية الموقع

فوز أردوغان وتصاعد الأردوغانية : كيف يستجيب العرب ؟؟!

فاز أردوغان، ومباشرة أعلن تصعيد الأردوغانية رافعاً تركيا في وجه الغرب الوسخ (ألم يقل لأمريكا أبعدوا أيديكم الوسخة عن تركيا) ‏معلناً الادعاء بـ (عظمة تركية) في المنطقة وتجاه العالم، متجهاً إلى (القرن التركي) كما عبر مراراً وتكراراً، زاعماً أنه يعتمد (دبلوماسية متعددة) في التعاطي مع العالم المتعدد ومتمسكاً بانتمائه إلى الحلف الأطلسي، مصراً على إخوانية ثابتة الانتماء مع تغيير في الأزياء. . ترى ما هو أردوغان الجديد؟؟ وكيف سيتعامل عرب مع الأردوغانية المتصاعدة ؟؟

‏مع فوزه الخامس بالرئاسة، وعلى أساس النظام الرئاسي المتفرد بالحكم وبتمسكه بإخوانية عثمانية متجدده، تراكم لدي أردوغان (إحساس السلطان) وتحكمت به نزعة السلطنة الإمبراطورية من جديد. ويريد أن يلعب دور المقرر او الوسيط أو المرجح بين الغرب الأمريكي والأوروبي وبين الشرق الروسي والصيني. ويستثمر في شهية كل منهما لكسب وده وليجعل تركيا إلى جانبه. وكسلطان لا يتوانى عن مد سيطرته سواء بالغزو كما يفعل في شمال سوريا والعراق، أو عبر النفوذ العسكري كما في ليبيا والسودان وأذربيجان، أو بواسطة التحالفات المدعومة بقواعد عسكرية كما في قبرص وقطر. .  والسؤال الملح على الجميع هو كيف سيطور السلطان الكامن في أردوغان نزعات السلطانية الإمبراطورية؟؟ وكيف ستتصاعد الأردوغانية في الولاية الخامسة لاردوغان ؟؟

‏عندما جاء في بداية الألفية إلى كرسي الحكم، كان مشروع أردوغان الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وتلبست الأردوغانية الأوروبية سواء بالاقتصاد الحر أو بالمساواة بين الرجل والمرأة، أو بحرية التعبير، أو حقوق الأقليات والأكراد والعلويين. وعندما ردته أوروبا ولم تفتح له أبواب اتحادها. انكفأ إلى الشرق واستعاد روحية عثمانية و أنفتح على العرب وخاصة سوريا. وسعى للتوسع الناعم، ولكن ما إن قرر الحلف الاطلسي تغيير الأنظمة في المنطقة عن طريق الفوضى بما سمي الربيع العربي، مستثمرا إنتهازيه الإخوان المسلمين، ما  إن قرر الأطلسي ذلك حتى أعلن أردوغان إخوانيته. وصارت الأردوغانية مرادفاً للمشروع الإخواني في استعادة الخلافة ولو برداء عصري. وتوهم أردوغان بعد استلام الإخوان الحكم في مصر أن سلطانه سيعم المنطقة، وأن إيديولوجيته ستحكم عقولها وبات خطراً محدقاً بكل الدول العربية، إلى أن سقط حكم الإخوان في مصر وبدأت تتدحرج فواعل الربيع العربي ساقطة بلداً بعد بلد .الأمر الذي يجعل أردوغان يعيد النظر وينقلب على نفسه طارقاً أبواب الدول التي حاربها ليعيد التعاون معها ولو من باب التنمية والاقتصاد. وساعده على ذلك طغيان روحية المنفعة الاقتصادية كبديل للحقوق السياسية في المنطقة. وهي الروحية الناظمة لتوجهات الكثير من السياسات التي وجدت في إدعاء حل مشكلات الشعوب المعيشية برشوتها كي تغض الطرف عن حقوقها الوطنية والسياسية. وهذا بالضبط جوهر وروحية (اتفاقات ابراهام) ويبدو أن هذه الروحية لا تتعلق بإسرائيل فقط بل هي معتمدة من قوى متعددة كل منها يحاول ويسعى ليظل فاعلاً ومؤثراً وصاحب نفوذ قوي في المنطقة وعلى رأس هذه القوى تركيا الأردوغانية..

‏تجاه كل ذلك، هل بنى العرب استراتيجية عربية تستطيع الاستجابة للمخاطر الاستراتيجية القائمة على روحية ابراهام ؟؟ وهل سعت الدول العربية لإيجاد (روحية تنمية وازدهار) لا تفرط بالحقوق الوطنية والقومية، بل على العكس تقوي وتدعم ابتكار سياسات تحقق الكفاية للشعوب، وتحافظ على حقوقها الوطنية والسياسية، وتحفظ لها سيادتها و أستقلال قرارها. ثم إذا كانت تركيا  ( أو ما يماثلها من دول المنطقة) قويه، فإن إجتماع العرب وتعاون ثرواتهم و تنسيق قواهم وتفاعل مصالحهم يجعلهم قوة قادرة على دفع وإجبار أي قوة كتركيا على احترام حقوقهم ومصالحهم ودورهم … متى يفكر العرب في تصعيد تعاونهم ليصبحوا بحق قوة قادرة على التصدي لأطماع أي دولة فيهم وفي ثرواتهم و في منطقتهم و في السيطرة ؟؟؟

 

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى