سان فرانسيسكو- قالوا (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك) والسؤال الذي يطرح نفسه كم من المرات قطعنا الوقت وتجاوزنا ونحن ننظر بحيرة دون أن ندرك أهمية الوقت.
لقد قسم الله اليوم الى ليل ونهار، أربعة وعشرون ساعة، وكل ساعة ستون دقيقة، ولكل دقيقة حسابها وقيمتها إن ذهبت لن تعود ابدأ، فمجموع الوقت هو الزمن الذي قسمته اللغة الى ماض وحاضر ومستقبل..
وحسب استغلال الحاضر تأتي نتائج المستقبل، فالطالب الذي لا يعمل في الحاضر استعدادا للامتحان سيرسب في نهاية العام وكلنا يعرف قصة السباق بين الأرنب والسلحفاة فأضاع الأرنب الوقت باللعب واللهو ظنا منه انه سيفوز عليها ببضع قفزات سريعة، لكن الوقت سرقه وفازت عليه السلحفاة .
في الأسبوع الماضي كنت في زيارة عمل في مدينة إستانبول التركية، وبعدها كان علي أن أسافر الى مدينة روما لمعاينة طلبية بضائع قبل شحنها فحجزت تذكرة سفر مع شركة طيران (بيجاسوس )، ويبدو اني فعلت ما فعله الأرنب، فنحن العرب لا نقدّر قيمة الوقت كما يجب..
انتظرت في صالة المطار، وقلت في نفسي:
” لدي الوقت الكافي فانا لا احب الازدحام”
وقبل إقلاع الطائرة بعشرين دقيقة، وصلت الى البوابة فلم يسمحوا لي بالدخول الى الطائرة بحجة تأخري دقيقة واحدة وحاولت أفهامهم أن هناك من ينتظرني في المطار وان سفري يعتبر حالة طارئة إلا انهم رفضوا وأعادوني، فراجعت مكتب الطيران وتأجل سفري الى اليوم التالي عداك عن الخسائر المادية بحجز ليلة في الفندق والاتصال بالشركة في روما اعتذارا عما حصل .
لقد أثبت التاريخ تطور الشعوب التي تهتم بالوقت أسرع بعشرات المرات من شعوب أخرى لا تعطي قيمة للوقت، فإدارة وتنظيم الوقت تقضي على الفراغ ويجب الانتباه إلى أن لكل عمل وقته المناسب ، بتأجيل المهم والبدء بالأهم ..
يدخل حساب الوقت في الاقتصاد، فالشركات تسابق الوقت بتنافس مع شركات أخرى بغية الوصول الى منتج جديد أو تحسين منتج سابق قبل الشركات الأخرى، وبذلك تزيد من أرباحها ويكون لها الأسبقية.
ليت شعوبنا العربية تولي أهمية للوقت والعمل بجد من اجل اللحاق بالشعوب المتقدمة التي سبقتنا أشواطا في المجال الصناعي والتقني، كي نكون خير أمة أخرجت للناس بحق كما وصفنا دين الإسلام.
بوابة الشرق الأوسط الجديدة