افتتاحية الموقع

لماذا لا يطرح بايدن أي حل للحرب الاوكرانية؟!!

لماذا لا يطرح بايدن أي حل للحرب الاوكرانية؟!!… في جولته الاخيرة حول أوروبا أكد بايدن ما قاله المؤرخ نيل فيرغسون كاتب سيرة كيسنجر:( بايدن لا يريد للحرب في أوكرانيا أن تنتهي) فهو وعبر القمم التي حضرها في بروكسل، من قمة الناتو إلى قمة الاتحاد الأوروبي إلى قمة الدول السبع، لم يتطرق إلي أي سعي أمريكي لأنهاء الحرب سلمياً عبر التفاوض مع روسيا، بل ركز في مساعيه على التحريض ضد روسيا وعلى دفع الأوروبيين لتسليح للأوكرانيين، وعلى تصعيد الحصار الاقتصادي لخنق روسيا… وهكذا فإن فيرغسون على حق عندما يعتبر ان بايدن لا يريد إنهاء الحرب، ومعنى ذلك أنه يسعى إلى استمرارها وتأجيجها. فما هذه الاستراتيجية الأمريكية؟! وإلى ماذا تهدف؟!
أالم تعلن الادارة الأمريكية أن بايدن أوفد رئيس المخابرات المركزية وليم بارنز إلى موسكو في تشرين الماضي ليبلغ بوتين أن واشنطن تعرف بمخططاته للدخول العسكري “غزو “أوكرانيا وأنها تحذره من عواقب وخيمة ستلحق به ان فعل. هذا يعني أن بايدن منذ البداية كان يعرف ان بوتين يستعد لعمل عسكري في حال لم يستجيب الغرب لما يطلبه من مطالب أمنية، وبدلاً من نزع فتيل الحرب عبر تلبية مطالب روسيا وفق الاتفاقيات المتعلقة بأمن اوروبا الجماعي، بدلاً من ذلك، استمر بايدن بتحريض أوكرانيا ضد روسيا وبإستثارة موسكو عبر توسيع الناتو شرقاً حتى بات منزلق الحرب الطريق الوحيدة أمام روسيا. و الان وبعد حوالي شهرين على الحرب، بايدن لا يفعل سوى صب الزيت على نارها.
‏يبدو أن إدارة بايدن ترى أن استمرار اشتعال البؤر الساخنة ودوام تأجيج الحروب المحدودة، والموزعة والمنتشرة، تديم الفوضى في العالم وترفع أمريكا فوق الكل بما يحفظها قوة عظمى وقطباً تدور حوله كل القوى. إنها استراتيجية الحروب الصغيرة المنتشرة والتي تهدد أمن واقتصاد الجميع بحيث لا يصيب أمريكا منها الا القليل النادر. هي الاستراتيجية المعتمدة أمريكياً لحفظ عظمتها وإن نجحت واشنطن في تكريس هذه الاستراتيجية فإن العالم سيستمر بنظام فوضى موشى بالحروب الصغيرة المنتشرة التي تضعف الجميع وتقوي المركز الأمريكي الذي يدير هذا النظام العالمي المشوه والقائم على قطب أمريكي في المركز وحروب محدودة تدور حولها. وهذا ما يهدد أمن واستقرار العالم و يزعزع السلم الدولي….
يبدو أنها استراتيجية العظمى المريضة تلك التي تشعل الحروب في بلاد الآخرين لتغذية عظمتها.
هل من تفسير آخر لإمتناع بايدن عن طرح او إقتراح أي حل سلمي يوقف الحرب و يعطي لكل ذي حق حقه؟؟!

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى