فن و ثقافة

لوحات أديب مخزوم ثمرة وخلاصة ثقافته التشكيلية على مر السنوات

آية الدبوسي

أقيم في صالة الرواق العربي بدمشق  معرض الفنان التشكيلي أديب مخزوم الذي حمل عنوان “المرأة والأزياء في فضاء التجريد”، ورغم ظروف انقطاع الكهرباء  أبى  إلا ان يستمر و تضيء ألوان لوحاته عتم الواقع المرير المعاش .

و هذا كان واضحا في لوحاته التي عبر عنها من ناحية الألوان المشرقة و بالمرأة الجميلة التي رافقت لوحاته منذ بداياته حتى الان و تناولها بلباسها العصري المودرن حاملة باقات الزهور كل باقة تختلف عن الأخرى للخروج من النمطية .

تندرج العناصر المرسومة على الصعيد التشكيلي بين التصريح والتلميح، وكلها مجسدة على خلفيات لونية تجريدية ومتداخلة معها، والحركات اللونية السريعة الموضوعة على سطح اللوحة، بفرشاة عريضة تبدو بمثابة توقيع للفنان، وهي التي تمنح لوحاته خصوصية، وتبعدها مسافات عن اللوحة الواقعية التقليدية ، و الفنان أديب مخزوم كان يستوحي رسوماته من حياته التي عاشها .

فكان معرضه الفردي الأول عن القوارب الورقية التي ترمز لطفولته التي عاشها على إمتداد الشاطئ الرملي  في مدينته طرطوس عندما كان يصنع قوارب ورقية و يقذفها في البحر .

أما معرضه الثاني فكانت عن ياسمين الشام لأن أكبر فترة من حياته عاشها في دمشق و رمز لها بفتيات تضعن أكاليل الياسمين .

و لأن الحرب تركت تأثيرا  كبيراعليه أبدع  بلوحات معرضه الثالث الذي حمل عنوان  ” بكائيات الحرب”  عبر عنه برسم فتيات باكيات على خلفيات لونية سوداوية ورمادية بلوحات تعكس الواقع ، لكن معرضه الرابع الحالي يختلف عن معارضه السابقة فهو يعطي لمحة أمل و تفاءل للمرحلة القادمة و محاولة للخروج من سوداوية المرحلة الماضية سواء من ناحية الألوان المشرقة أو من ناحية المرأة و التي يعتبرها رمز للحياة و رمزا جماليا  يواجه بشاعة الزمن .

وبسؤال لموقع بوابة الشرق الأوسط الجديدة للفنان التشكيلي أديب مخزوم  خلال طرح موضوع الموضة والأزياء عبر اللوحات الفنية من خلال معرضه الفردي المقام حالياً  ، إنه و في الآونة الاخيرة شهدنا تعاون بين بعض دور الازياء مع فنانين تشكيليين حيث تستوحى من لوحاتهم بعض تصاميم الازياء لمنحى تجاري إن كان في العالم العربي أو العالم فهل تساعد هذا العمل على إنتشار الفن التشكيلي أم يجعله يتحول لمنحى تجاري؟

أجاب بأن  من الممكن أن ينساق بعض الفنانيين تجاريا للربح المادي بعيدا عن ثقافة هذا الفن،  لكن بالمقابل هناك بعض مصممي الأزياء يستوحوا الألوان و التعابير التجريدية من لوحات الفنانين التشكيليين لعكسها على الأقمشة بطريقة مبتكرة ووضع لمساتهم الإبداعية عليها و أن كبار مصممي الأزياء هذا العصر استوحوا بعض  تصاميمهم من لوحات تشكيلية ومنهم  دار  ” إيف سان لوران”  الذي إستوحي تصاميمه من أعمال بيكاسو و صممها بلمساته الخاصة. و رأى أن هناك كثير من الناس قد تعجب بالألوان و طريقة دمجها على الملابس لكنها لا تفهمها على اللوحات الفنية و عزّا ذلك إلى ضعف الثقافة الفنية التشكيلية لبعضهم لأن الفن التشكيلي بطبيعة الحال فن نخبوي ، و هو بلوحاته الحالية أراد تناول العلاقة بين الأزياء والفن التشكيلي استكمالاً لمقالة مطولة نشرتها في مجلة الحياة التشكيلية عن العلاقة المتبادلة والمتداخلة بين الأزياء وخطوط الموضة الحديثة لإبراز جوهر هذه العلاقة.

و رغم المعاناة و صعوبة العروض و ارتفاع تكاليف العمل الفني و أدواته ورغم الدعم الضعيف للمعارض التشكيلية إلا أن المعرض مستمرة بالتواجد و الحضور و تمنى أن تنتشر لوحاته و تنتشر خارج سورية لنقل ثقافته للعالم أجمع

تضمن المعرض 48 لوحة بقياسات وأحجام مختلفة ( صغيرة و متوسطة و كبيرة ) تعرض لأول مرة في صالة الرواق العربي ( قاعة لؤي كيالي )  و يستمر حتى 30/9/2021 .

 

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى