افتتاحية الموقع

ماذا يفعل العرب إذا أشتعلت الحرب بين روسيا و الغرب ؟؟

السؤال الأصح ، هل يتحضر العرب ، الدول العربية ، إلى إحتمال نشوب الحرب بين روسيا و الغرب في أوكرانيا . و بسببها ؟؟ هل يفكر العرب بمدى تأثرهم بمثل هذه الحرب ؟؟ و هل تجري الدول العربية أستعداداتها لإستيعاب ترددات مثل هذه الحرب عليهم ؟؟

و رغم أن الروس يؤكدون أنهم لا ينوون و لا يخططون لغزو أوكرانيا ، و هو ما يشكل سبباً للحرب ، و مع أن الغرب و على رأسه أميركا يصرون أنهم يعتمدون الدبلوماسية للحل و العقوبات للرد على أي عدوان، مع ذلك فإن إندلاع شرارة الحرب تبقى إحتمالاً قائماً سواء أكانت نسبته ضيئلة أم كبيرة، خاصة و أن لأي تصعيد مخاطر انزلاق إلى الحرب لا يستهان بها . إذن الحرب احتمال قائم، و خطرها ماثل أمام الجميع .

بسبب التحالفات والإتفاقات العسكرية والأمنية بين الدول العربية، سواء الخليجية  أو السورية  و العراق و مصر  مع أميركا في حالة الخليج الذي يقيم على أراضيه قواعد عسكرية أميركية ضخمة ، أو مع الروس في حالة سورية، التي تضم قاعدة عسكرية روسية كبيرة في حميميم . و ميناء ( تقريباً) في طرطوس له طبيعة عسكرية. والسؤال، ما مدى إستخدام الغرب، أو روسيا، لقواعدهما في البلاد العربية إذا نشبت الحرب ، و كم يؤثر ذلك على إستقرار و أمن دولنا العربية نتيجة هذه الحرب التي لا علاقة للعرب فيها إلا بالتبعية للتحالفات و الإتفاقات مع الآخرين .

في حالة الحرب العسكرية النارية، أو الحرب الإقتصادية ، فإن قضية الغاز و البترول ستكون أساسية . والسؤال، إلى أي حد قامت قطر ودول الخليج بالتحضير لتزويد أوربا بالغاز و البترول بدلاً لروسيا ، في حال قامت روسيا بقطع الغاز عن أوربا ، أو في حال خضع الروس و غازهم للعقوبات الغربية . و كيف سيرد الروس على مثل هذه الخطوة الخليجية المنحازة للغرب ؟؟ هل فكرنا بالرد الروسي ؟؟ و هل بحثنا بالمصلحة العربية الخليجية في مثل هذه الإجراءات ؟؟

ثم كم ستستفيد تركيا أو إسرائيل من مثل هذه الحرب ؟؟ خاصة وأن تركيا تدخل منذ فترة في دعم أوكرانيا عسكرياً عبر تزويدها بالطائرات المسيرة، وسياسياً عبر تأييدها لوحدة الأراضي الأوكرانية ما يعني معاداة الموقف الروسي . كما تقدم أنقرة نفسها من جديد كقاعدة متقدمة للأطلسي في وجه روسيا . ألم يقترح أردوغان أن تقود بلاده الحملة الأطلسية في حماية أوكرانيا ؟؟ ثم ما تأثير هذا التوتر الروسي التركي على الوضع في شمال غرب سورية ؟؟ و هل ستستعيد تركيا ثقة إدارة بايدن لتطلق يدها في شمال شرق سورية كما تتمنى ؟؟

مهما كان موقفنا، سواء كنا مع الروس الذين يقولون أنهم يدافعون عن أمنهم القومي و فضاءهم الجيوسياسي تجاه التمدد الأطلسي وتمدده بإتجاهها ، أو كنا مع الغرب الذي ينادي بسيادة أوكرانيا و استقلالية قرارها بالإنضمام إلى الأطلسي . مهما كان موقفنا مع هذا أو ذاك فإن من المهم أن نتحضر لإرتدادات الحرب بما يحفظ مصالحنا و لأن نستعد لتقليل مخاطر هذه الحرب على إستقرارنا الأمني والإقتصادي . .. أم أن إستشراف المخاطر والإستعداد لمواجهتها و التقليل من مخاطرها  و تحجيم أضرارها  ليس من عادة دولنا و حكوماتنا ؟؟؟!!

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى