ماذا يفعل العرب تجاه خطر ( إرهاب العطش) على حياتهم ؟!!

 

لم يكن عبثاً التأكيد الإلهي لإرتباط جوهر الحياة بالماء ( وخلقنا من الماء كل شيئ حي ). و ليس غريباً أن يكون قطع الماء عن كل شئ حي، لتمويته عطشاً، جريمة قتل موصوفة. وعندما يطال التعطيش، عبر قطع الماء، مجموعة بشرية أوشعباً، تصبح الجريمة جريمة إبادة جماعية… وبالتدقيق فإن إستخدام قطع الماء و التعطيش، كسلاح إبادة، ما هو إلا ( إرهاب مجرم) موصوف…فهل يتعرض العرب لحرب إرهاب تعطيش تستهدف حياتهم، سواء في سورية أو لبنان أو العراق أو الأردن أو مصر و السودان.؟؟

منذ بن غوريون اهتمت الصهيونية الإسرائيلية بالسيطرة على المياه العربية وسرقتها من العرب إستكمالاً لاغتصاب فلسطين. وعلى نفس المنوال اعتمدت تركيا همجية السيطرة على مياه دجلة والفرات، لتتحكم بشريان الحياة الممتد إلى سورية والعراق. وهل يمكن أن نفهم ما فعله الإرهاب التكفيري بنبع الفيجة وقطع الماء عن دمشق التي يقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة خارج لصوصية بن غوريون و أردوغان بإستخدام سلاح التعطيش وسرقة الماء لقتل الحياة الجماعية ؟؟!

مؤخراً قام أردوغان بقطع ماء الشرب لتعطيش محافظة الحسكة السورية لأكثر من أسبوعين، جعلت العالم كله يستنكر هذه الجريمة الإرهابية. و قبلها قام أردوغان بتخفيض منسوب الماء في نهري دجلة والفرات إلى حدود خطيرة، مما يهدد الحياة في الجزيرة السورية وفي العراق. و هذا سد النهضة يهدد الحياة في مصر والسودان بتخفيض نسبة ماء نيل الحياة بشكل خطير. وحتى إيران قامت بشكل غريب بقطع مياه نهرين يتجهان منها إلى العراق. ودائماً إسرائيل تسرق مياه جنوب لبنان والجولان. إنها حرب مياه شاملة و لها صفة  إرهابية لأنها تروع الأهالي وتعطشهم وتقتل الحياة الجماعية، فهل بتنا في خضم حرب إرهاب ماء وتعطيش تهدد أصل الحياة لشعوبنا وتنذر بإبادة كل شئ حي فيها..

أمام هذا الخطر الداهم، وتجاه هذه الحرب الإرهابية المهددة لحياة ووجود العرب، أمام هذا الخطرماذا فعل العرب؟؟ هل فعلوا كما يفعل أي عاقل في الدفاع عن حياته؟؟ هل اجتمعوا و نسقوا مواقفهم وخططهم لمواجهة هذه الحرب الإرهابية المائية ؟؟؟ و مهما كان بين العرب من خلافات فلا بد أن يجمعهم الدفاع عن ماء الحياة، ولا بد أن يلمهم الدفاع عن وجودهم, وهل يعقل أن يصل إهمال الحكام العرب إلى التقصير بالدفاع عن أصل الحياة لشعوبهم، المهدد من إرهاب التعطيش …

إذا كانت مكافحة الإرهاب التكفيري تستلزم تجفيف منابع الفكر التكفيري وقطع أي تمويل عنه، فإن مكافحة و مقاومة الإرهاب المائي يستلزم من الدول العربية الدفاع عن الماء العربي والقتال من أجل حقوق العرب المائية حتى آخر قطرة، و كل ذلك ، يستلزم من حكامنا العودة إلى رشدهم ونبذ خلافاتهم أو وضعها جانباً، والإتفاق على إستراتيجية للدفاع عن ماء الحياة العربية، و إقرار إستراتيجية عربية تدافع و تحرص و تضمن كل قطرة من حقوق العرب المائية… إنه الماء، الذي خلق منه كل شئ حي. من يهدده أو يقصر تجاه هدره، ومن لا يدافع عنه، أويقصر تجاه العدوان عليه فهو كمن يرعى الإرهاب بالسكوت عنه. والمصيبة أنه إرهاب يستهدف أهله !!

العرب اليوم مستهدفون بماء حياتهم، والإرهاب المائي بالتعطيش يهدد وجودهم. و لو كان الفاروق عمر بن الخطاب حياً اليوم لقال ( أخشى، لو أهدرت أو سرقت أو منعت قطرة ماء في  شبعا أو مصر أو العراق, لسئلت عنها يوم القيامة). ولا بد أن الشعوب العربية لن تنتظر الآخرة بل ستسأل حكامها عن ماء حياتهم قبل أن يتولى الله كل ظالم مفرط بحقوق شعبه…إنه الماء، و هل أقل من الشرب حقاً للشعوب ؟!!!!

باب الشرق

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى