اقتصاد

متحورة كورونا الجديدة تهز البورصات العالمية والنفط

شهدت البورصات العالمية تراجعا كبيرا شمل الأسهم وأسعار النفط بسبب المخاوف الناجمة عن رصد متحورة جديدة لفيروس كورونا في جنوب إفريقيا حذر العلماء من أنها قد تكون أشد عدوى من دلتا وأكثر مقاومة لللقاحات الحالية، ما يمكن أن يسدد ضربة قاسية للتعافي الاقتصادي العالمي من الوباء.

وفيما ارتفع الين والفرنك السويسري، ملاذا الاستثمار الآمن، تراجع الدولار.

وهبطت أسعار أسهم مجموعات الطيران والسياحة مع إعلان دول عن قيود سفر جديدة، فيما سجلت مجموعات طاقة خسائر كبيرة.

وقال كبير محللي السوق لدى مجموعة “ماركتس كوم” نيل ويلسون “أسواق الأسهم انخفضت بشدة … في وقت ستؤدي المخاوف من متحورة جديدة لكوفيد إلى تدابير إغلاق جديدة وقيود على التنقل وتراجع النمو الاقتصادي”.

وسجلت البورصات الأوروبية الرئيسية انخفاضا بنسبة 3 بالمئة على الأقل في أعقاب تراجع حاد في الأسواق الآسيوية.

نكسة قوية للنفط

كما تراجعت أسعار النفط الخام بين ستة وسبعة بالمئة مسجلة أدنى مستوى في شهرين بعدما أثار اكتشاف سلالة جديدة من الفيروس قلق المستثمرين وعزز المخاوف من تضخم فائض المعروض العالمي في الربع الأول من العام المقبل.

وبحلول الساعة 1035 بتوقيت غرينتش نزل خام برنت 4.68 دولار بما يعادل 5.6 بالمئة إلى 77.54 دولار للبرميل.

وانخفض خام غرب تكساس الوسيط 5.20 دولار أو 6.6 بالمئة إلى 73.19 دولار للبرميل بعد عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة الخميس.

كما يترقب المستثمرون رد فعل الصين على إعلان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء عن خطط لسحب ملايين البراميل من النفط من الاحتياطيات الاستراتيجية بالتنسيق مع دول أخرى من كبار المستهلكين في محاولة لتهدئة الأسعار.

وقال مصدر في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إن مثل هذه الخطوة ستسفر على الأرجح عن تضخم الإمدادات في الشهور القادمة، وذلك بحسب ما توصلت إليه لجنة خبراء تقدم النصح لوزراء دول أوبك.

وذكر المصدر أن مجلس اللجنة الاقتصادية لأوبك يتوقع فائضا قدره 400 ألف برميل يوميا في ديسمبر كانون الأول يزيد إلى 2.3 مليون برميل يوميا في يناير كانون الثاني و3.7 مليون في فبراير شباط إذا مضت الدول المستهلكة قدما في عمليات السحب.

عنوان رئيسي مخيف

وتخيم توقعات زيادة المعروض من النفط على آفاق اجتماع أوبك+، المجموعة التي تضم أوبك وحلفاء لها، في الثاني من ديسمبر كانون الأول لاتخاذ قرار بشأن الإنتاج الفوري. وستقرر المجموعة ما إذا كانت ستواصل زيادة الإنتاج بواقع 400 ألف برميل يوميا في يناير كانون الثاني.

وقال كايل رودا من مؤسسة التداول “آي جي ماركتس” إنه “عنوان رئيسي مخيف” عن الفيروس، لذا قد يكون تسبب برد فعل غير محسوب.

من جانبه قال جاستن تانغ من “يونايتد فيرست بارتنرز” إنه فيما الأنباء الأخيرة مقلقة فإن “العالم اختبر الأمر من قبل” مع المتحورة دلتا، مضيفا بأن الحكومات باتت أكثر مهارة في كيفية التعامل مع الوضع.

واعتبر أن “المتحورات أمر متوقع وليست مسألة مجهولة”.

أوصت منظمة الصحة العالمية بعدم بفرض قيود على السفر بسبب المتحورة الجديدة لكورونا التي سميت “بي.1.1.529”. وقالت إن العلماء سيحتاجون إلى “أسابيع عدة” لفهم مستوى انتقال المتحورة التي رصدت في جنوب إفريقيا.

وأعلنت شركة بايونتيك الألمانية إنها تدرس درجة الحماية التي يقدمها لقاحها الذي طورته مع عملاق الأدوية الأميركي فايزر، ضد المتحورة الجديدة.

وقال متحدث باسم بايونتيك “نتوقع مزيدا من المعطيات من اختبارات معملية في موعد أقصاه أسبوعين. هذه المعطيات ستقدم مزيدا من المعلومات حول ما إذا كانت بي.1.1.529 متحورة تتطلب تعديلا للقاحنا في حال انتشرت عالميا”.

توقعات البنك الفدرالي

يتابع المضاربون بقلق الاحتياطي الفدرالي الأميركي الذي يدرس خطواته التالية لمحاربة تضخم عالمي متزايد، يمثل تهديدا آخر للتعافي الاقتصادي.

وقد تحدث بعض مسؤولي البنك عن تسريع وتيرة تقليص برنامج الاحتياطي الفدرالي الضخم لتحفيز شراء السندات، مع احتمال رفع أسعار الفائدة الأميركية في منتصف العام المقبل.

وقال بنك الاستثمارات غولدمان ساكس في رسالة إلى عملائه إن “الانفتاح المتزايد على تسريع وتيرة تقليص البرنامج يعكس على الأرجح تضخما أعلى إلى حد ما من المتوقع على مدى الشهرين الماضيين، وارتياحا أكبر لدى مسؤولي الاحتياطي الفدرالي في أن تسريع الوتيرة لن يشكل صدمة على الأسواق المالية“.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى