تحليلات سياسيةسلايد

مجلس الأمن الدولي يدعو إلى زيادة المساعدات الإنسانية لغزة..

أقر مجلس الأمن الدولي الجمعة قرارا يدعو إلى زيادة “واسعة النطاق” للمساعدات الإنسانية إلى غزة، من دون الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار ترفضه الولايات المتحدة، وذلك بعد مفاوضات شاقة.

امتناع الولايات المتحدة وروسيا تبني قرار مجلس الأمن الدولي

وتم تبني القرار  بمجلس الأمن الدولي  بموافقة 13 من أعضاء المجلس الـ15. وامتناع عضوين (الولايات المتحدة وروسيا)، وهو يدعو “كل الأطراف الى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق” إلى غزة. وإلى اتّخاذ إجراءات “عاجلة”. بهذا الصدد و”تهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية”.

في الجهة المقابلة. وسعت القوات الإسرائيلية هجومها البري باجتياح جديد في وسط غزة اليوم الجمعة. بينما من المتوقع أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار لزيادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع لدرء خطر المجاعة.

ومع تضاؤل الآمال في تحقيق انفراجة وشيكة في المحادثات الجارية في مصر لمحاولة إقناع إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بالاتفاق على هدنة جديدة، وردت أنباء عن وقوع ضربات جوية وقصف مدفعي وقتال في أنحاء القطاع الفلسطيني.

وأمر الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة سكان البريج في وسط غزة بالتحرك جنوبا على الفور، مما يشير إلى محور تركيز جديد للهجوم البري الذي دمر بالفعل شمال القطاع ونفذت خلاله القوات الإسرائيلية بسلسلة من الاجتياحات في الجنوب.

تعهد الحكومة الإسرائيلية بالقضاء على حماس

وتعهدت الحكومة الإسرائيلية برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالقضاء على حماس بعد أن شن مقاتلوها هجوما عبر الحدود في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول مما أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 240 رهينة، حسب الإحصاءات الإسرائيلية.

لكن ارتفاع عدد الشهداء جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية يثير تنديدات دولية متزايدة حتى من الولايات المتحدة حليفة إسرائيل.

وقالت وزارة الصحة بغزة في آخر تحديث لها عن الخسائر البشرية إن 20057 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 53320 في الضربات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وعبر الجيش الإسرائيلي عن أسفه لمقتل مدنيين لكنه ألقى باللوم على حماس قائلا إن الحركة الفلسطينية تنشط في مناطق مكتظة بالسكان أو تستخدم المدنيين دروعا بشرية، وهو ما تنفيه حماس.

وتقول إسرائيل إن 140 من جنودها قتلوا منذ الاجتياح البري لغزة في 20 أكتوبر تشرين الأول.

* حرب بلا هوادة

أفاد سكان في أحدث روايات عن القتال اليوم الجمعة بأن إسرائيل قصفت بالدبابات المناطق الشرقية من البريج التي كانت مكانا للإخلاء في أحدث أمر عسكري.

واشتبكت القوات الإسرائيلية في السابق مع مسلحين من حماس على أطراف البريج لكنها لم تتوغل بعد في المنطقة التي كانت في الأصل مخيما للاجئين الفلسطينيين منذ حرب عام 1948.

وأفادت وكالة شهاب للأنباء التابعة لحركة حماس بوقوع قصف عنيف وضربات جوية على جباليا البلد ومخيم جباليا للاجئين في شمال غزة، وبأن آليات إسرائيلية تحاول التقدم من الجهة الغربية لجباليا وسط دوي إطلاق النار.

كما وردت أنباء عن ضربات جوية في خان يونس ورفح في الجنوب.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته الجوية دمرت موقعا لإطلاق الصواريخ بعيدة المدى في جحر الديك بوسط غزة وهو الموقع الذي قال إنه “تم منه تنفيذ عمليات الإطلاق الأخيرة على الأراضي الإسرائيلية”، في إشارة محتملة إلى هجوم على تل أبيب أمس الخميس.

أججت الحرب في غزة التوترات في صراعات إقليمية أخرى.

وتبادلت إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران إطلاق النار مرارا على حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان، كما هاجمت حركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران سفنا في جنوب البحر الأحمر مما يزيد من مخاطر عرقلة حركة التجارة.

كما اندلعت أعمال عنف في الضفة الغربية المحتلة. حيث تتمتع حركة فتح المنافسة لحماس والتي تسيطر على السلطة الفلسطينية بحكم ذاتي محدود.

وانطلقت دعوات في محيط المسجد الأقصى بالبلدة القديمة في القدس تطالب المصلين بأداء صلاة الجمعة. خارجه في تحد لأوامر اقتصرت الصلاة فيه على النساء والمسنين منذ أسابيع.

وأغلقت بعض المساجد في القدس الشرقية أبوابها اليوم الجمعة. ودعت الناس إلى التوجه إلى المسجد الأقصى والصلاة عند أبوابه لكسر الحصار.

وأطلقت الشرطة الإسرائيلية الدخان لتفريق مجموعات صغيرة من الشبان الذين تجمعوا بالقرب من البلدة القديمة وعند المساجد في القدس الشرقية. لكن الشرطة وزعت أيضا لقطات تظهر المصلين وهم يتوافدون في هدوء.

* محادثات الأمم المتحدة والقاهرة حول مشروع قرار مجلس الأمن

تواصلت المفاوضات الخميس لمحاولة تجنب استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي . صاغته الإمارات. يطالب إسرائيل وحماس بالسماح “باستخدام جميع الطرق البرية والبحرية والجوية المؤدية إلى قطاع غزة وفي جميع أنحائه” لتوصيل المساعدات الإنسانية.

تأجيل التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي لزيادة المساعدات لغزة..

وبعد أسابيع من المحادثات وتأجيل التصويت لعدة أيام. أرجأ دبلوماسيون في مجلس الأمن الدولي الخميس التصويت مرة أخرى حتى اليوم الجمعة. رغم تصريحات الولايات المتحدة بأنها قد تدعم الآن اقتراحا معدلا.

وساعدت هدنة أعلنت في 24 نوفمبر تشرين الثاني. واستمرت أسبوعا حتى الأول من ديسمبر كانون الأول. في زيادة المساعدات إلى غزة. كما وإطلاق سراح أكثر من 100 رهينة كانت حماس تحتجزهم، وفي المقابل أفرجت إسرائيل عن 240 فلسطينيا من سجونها.

رفض حماس والجهاد الإسلامي  أي اتفاقات بشأن تبادل الرهائن

وفي بيان صدر أمس الخميس وبدد الآمال في تحقيق انفراجة. رفضت حماس وحركة الجهاد الإسلامي الأصغر. التي تحتجز رهائن في غزة أيضا. أي اتفاقات بشأن تبادل الرهائن والمحتجزين الفلسطينيين “إلا بعد وقف شامل للعدوان” من جانب إسرائيل.

لكن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أجرى مفاوضات في القاهرة لليوم الثاني انتهت في وقت متأخر من الخميس. وفي حين أن دول الوساطة، بما في ذلك مصر وقطر، التقت في السابق بشكل منفصل مع إسرائيل وحماس وجماعات أخرى. لم تتوافر تفاصيل حول من قد يتعامل مع أي طرف إسرائيلي.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن المفاوضات بشأن إطلاق سراح الرهائن مستمرة لكنه رفض تقديم تفاصيل.

وزعم مسؤول إسرائيلي، الجمعة، عدم وجود نقص غذائي في غزة، وذلك ردا على تحذير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من تعرض القطاع لـ”خطر المجاعة”، ووسط تقديرات لمنظمة الإغاثة الدولية “أوكسفام” بأن نحو 90 بالمئة من السكان يواجهون “الجوع الشديد”.

وقال موشيه تيترو قائد مديرية التنسيق والارتباط بالجيش الإسرائيلي في غزة، خلال مؤتمر صحفي: “الاحتياطي الغذائي في غزة يكفي للمدى القريب”.

ادعاء اسرائيلي بعدم وجود نقص غذاء في غزة

وادعى في المؤتمر الذي عقده في معبر كرم أبو سالم (كير شالوم) المؤدي إلى غزة أنه “لا يوجد نقص غذاء في غزة، المنظمات الدولية تدخل الغذاء إلى القطاع يوميا”.

وأضاف تيترو: “منذ بداية الحرب (في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي) دخلت إلى القطاع أكثر من 2500 شاحنة تشمل حوالي 50 ألف طن من الغذاء”.

وتابع: “بعد تقييم أمني تقرر أن نجري فحصا أمنيا في كرم أبو سالم ومنذ ذلك الحين فإن أكثر من 600 شاحنة مرت بإجراءات الفحص في هذا المعبر “.

وزاد: “مرت أكثر من 300 شاحنة من خلال كرم أبو سالم مباشرة إلى غزة”، مدعيا أن “التحدي الآن هو قدرة المنظمات الدولية على تلقيها”.

وأشار تيترو، إلى أن “التنسيق لمرور المساعدات الإنسانية لغزة يتم وفقا للأولويات والاحتياجات العامة”.

ولم يصدر تعقيب فوري من المنظمات الدولية على تصريحات تيترو.

أكثر من أسرة من كل 4 أسر في غزة يواجهون الجوع الشديد”

إلا أن برنامج الأغذية العالمي قال في تقرير مكتوب أمس الخميس. وصل الأناضول: “أكثر من أسرة من كل 4 أسر في غزة يواجهون حاليا الجوع الشديد”.

وحذر البرنامج. من خطر “حدوث مجاعة في غزة. ما لم يتم استعادة توفير الغذاء الكافي والمياه النظيفة والخدمات الطبية والصرف الصحي”.

وأضاف: “جميع سكان القطاع، حوالي 2.3 مليون شخص، يعانون على الأقل من أزمة غذاء ومعيشة حادة”.

وأوضح التقرير أن “26 بالمئة من سكان غزة (حوالي 557 ألف شخص) قد استنفدوا إمداداتهم الغذائية وقدراتهم على التكيف مع الوضع ويواجهون خطر المجاعة والموت جوعا”.

90 بالمئة من سكان القطاع يواجهون الجوع

وبخلاف الأغذية العالمي. فقد قدرت منظمة الإغاثة الدولية “أوكسفام” أن نسبة من يواجه الجوع الشديد من سكان القطاع بلغت نحو 90 بالمئة من إجمالي عددهم.

وقالت “أوكسفام” في بيان: “جميع سكان غزة تقريبا يواجهون الجوع الشديد. ويزداد خطر المجاعة ما لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار”.

وأشار البيان. إلى أن جميع الأسر في غزة تقريبا تفوت وجباتها كل يوم. كما وشكك في التقييم الوارد في التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي التابع لبرنامج الأغذية العالمي. بأن ربع سكان غزة يواجهون “جوعا كارثيا”.

وذكر أن تقييم التصنيف المرحلي المتكامل أجري في الفترة بين 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي و4 ديسمبر/ كانون الأول الجاري. ولا يعكس الوضع الحقيقي فيما يتعلق بالجوع بغزة.

ومع بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي. أعلنت تل أبيب إغلاق المعابر المؤدية إلى غزة من خلال إسرائيل. لكن بعد ضغوط أممية ودولية سمحت بدخول مساعدات إنسانية محدودة جدا إلى القطاع عبر معبر رفح المصري. والمخصص للمسافرين في المقام الأول، في 21 من الشهر نفسه.

وفي 12 ديسمبر الجاري. أعادت إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم، ليقتصر على عمليات تفتيش المساعدات الإنسانية القادمة للقطاع. وفق بيان، آنذاك، لمكتب منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية.

وكان القطاع يستقبل يوميا نحو 600 شاحنة من الاحتياجات الصحية والإنسانية. قبل الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر، إلا أن العدد تدنى إلى متوسط حوالي 100 شاحنة يوميا في أفضل الظروف.

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى