مروحيات أميركية تستبيح سماء بغداد وتحلّق فوق المنطقة الخضراء

 

 

أفاد مراسل الميادين في العراق بأن المروحيات العسكرية الأميركية التي كانت تحلق فوق سفارتها، غادرت سماء المنطقة الخضراء في بغداد، وهي تحلق حالياً شرق العاصمةوحلقت مروحيات أميركية قبل مغادرتها على نحو متواصل منذ ظهر الخميس فوق المنطقة الخضراء، بحجّة حماية سفارتها في العاصمة بغداد.

وأشار مراسلنا إلى أن عدداً كبيراً من المسؤولين العراقيين وبعثات دبلوماسية تسكن في المنطقة الخضراء، إضافة إلى وجود مقار حكومية، لافتاً إلى أنها وسعت من تحليقها إلى خارج المنطقة ولفت إلى أن تحليق المروحيات الأميركية فوق سفارتها رسالة أميركية إلى بغداد بأن واشنطن هي من يتولى حماية سفارتها، وأنه لا ثقة أميركية في المؤسسات العسكرية العراقية، كما أنه يهدف إلى استفزاز وتحريض العراقيين.

واعتبر أن تحليق هذه المروحيات هو جزء من التعزيزات العسكرية الأميركية التي أرسلت أخيراً إلى بغداد كذلك أفاد مراسنا بتحليق مروحية “بلاك هوك” فوق السفارة الإيرانية في بغداد بالتزامن، قال قائد قوات الاحتياط لكتائب حزب الله العراق علي أكبر العفري إن على قوات الاحتياط التهيؤ لفرضية المواجهة الشاملة.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورغاتوس في بيان أن “وزير الخارجية مايك بومبيو تأجيل زيارته إلى أوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأوزبكستان وقبرص بسبب الحاجة إلى أن يكون بومبيو في واشنطن لمواصلة مراقبة الوضع المستمر في العراق، وضمان سلامة وأمن الأميركيين في الشرق الأوسط”.

مسؤول العلاقات في محور الشمال بالحشد الشعبي علي الحسيني تساءل عبر الميادين، أين الحكومة والعمليات المشتركة من هذا التجاوز؟، وهل أصبحت الطائرات الأميركية سيدة سماء العراق؟

ورأى أن الوضع الآن مرتبط بالحكومة والبرلمان، وأن على الأخير أن يقرر إخراج القوات الأميركية من العراق فيما قال قائد محور الشمال في الحشد الشعبي أبو رضا النجار، إنه على البرلمان أن يقرر غلق السفارة الأميركية، موضحاً أن المروحيات الأميركية تحلق منذ ثلاثة أيام لأكثر من 20 ساعة يومياً في سماء بغداد.

وطالب الحكومة والبرلمان معالجة هذه الممارسات الأميركية المشينة بحق السيادة العراقية.

النجار اعتبر أن نقطة اللاعودة مع الأميركيين ستكون مواجهات معهم حيث يوجدون في العراق.

وكان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر قد أعلن عن إرسال قوات إضافية لدعم القوات الأميركية الموجودة في السفارة، فيما أطلقت الطائرات الأميركية الأقراص الحرارية في محيطها ووصل حوالى 100 من مشاة البحرية الأميركية (المارينز) إلى السفارة ليل الثلاثاء  الماضي لتعزيز الأمن فيما شجب الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصرفات المحتجين، متعهداً بأن الوضع في بغداد “لن يكون بنغازي” – في إشارة إلى اقتحام المجمع الدبلوماسي الأميركي في بنغازي – ليبيا عام 2012، والذي أسفر عن مقتل أربعة أميركيين.

رئيس مجموعة الهدف للدراسات الاستراتيجية هاشم الكندي قال في حديث للميادين إن ما تقوم به المروحيات يؤكد أن الأميركيين يحتلون العراق، معتبراً أن هذه المروحيات تنتهك سيادة العراق ورأى الكندي أنه لعل الولايات المتحدة تريد أن تخفف من انكسارها أمام المتظاهرين، عبر جعل مروحياتها تحلق فوق سفارتها.

بدوره، أكد الخبير الأمني العراقي صفاء الأعسم في حديث للميادين، أن تحليق هذه المروحيات مخالف للاتفاقات المبرمة مع الولايات المتحدة، وسيولد غضباً لدى الشارع العراقي وتساءل الأعسم، وفق أي منطق تحلق المروحيات الأميركية فوق السفارات الأجنبية في بغداد، معتبراً أن واشنطن تحاول إثارة غضب العراقيين من خلال التحليق فوق سفارتها.

وقال: “ما نشهده الآن من حركة أميركية يعيد إلى الأذهان الصورة في العام 2003″، مضيفاً أن “واشنطن تعمل بشكل علني على إرسال قوات إلى بغداد وتحليق طائراتها في سماء العاصمة”.

من جهته، رأى المحلل الأمني العراقي أحمد الشريفي في حديث للميادين أن وضعية المروحيات الأميركية اثناء التحليق فوق بغداد هي قتالية، مشيراً إلى أن الأسلوب المنخفض الذي تحلق به يفيد بأن الطيار تلقى أوامر بأنه في حالة اشتباك وأكد أن طائرات الأباتشي مزودة بصواريخ جو-أرض، ما يعني أنها تنفذ عملية قتالية.

واعتبر الشريفي أنه ربما يمهد التحليق لعدوان بري أو للتمهيد لعمليات قادمة ورأى أن قضية التحليق لا تقتصر على ردة فعل لحماية السفارة الأميركية، إنما لعملية عسكرية وفرض السيطرة على العراق وإذ أشار إلى أن الذي يجري في سماء بغداد هو عملية عسكرية وفرض إرادة واشنطن على العراق، لفت إلى أن الأجواء العراقية مستباحة الآن من قبل الولايات المتحدة وسط صمت مريب.

وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الداخلية العراقية القبض على مسؤول العمليات الإرهابية في مناطق الجزيرة يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه قيادة عمليات نينوى للحشد الشعبي إطلاق عملية “شهاء القائم”، لتطهير جزيرة الحضر جنوب مدينة الموصل من التنظيمات الإرهابية وأكدت خلية الصقور الإستخبارية اعتقال مجموعة إرهابية اثناء محاولتها العبور من الأراضي العراقية إلى سوريا في ضواحي ناحية ربيعة بنينوى والتي أدت إلى مقتل ثلاثة مسلحين كانوا يرتدون أحزمة ناسفة.

 

 

المياددين . نت

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى