افتتاحية الموقع

مصير العالم : إما النووي والطاقة، وإما التسوية والحل ؟؟

‏‏سلاحان يحرقان العالم اليوم، النووي والطاقة. الأول سلاح لـ (حافة الهاوية) تتوعد به روسيا في حال تعرضها للخطر المهدد لوجودها أو عظمتها. والثاني سلاح لـ (البرد والعتمة) تستخدمه روسيا رداً على العقوبات الغربية في إطار الحرب بينها وبين أوكرانيا. وإذا كان السلاح النووي مجرد تهديد فإن سلاح الطاقة ممارسة بدأ يحس بها المواطن الأوروبي والأمريكي ومواطن القارات الأخرى. فهل بات العالم بين (حافة الهاوية) وبين (البرد والعتمة والجوع)؟؟ وكيف يتجه العالم في استعمال هذين السلاحين أو الحاجة لهما؟؟ وهل من إمكانية لحل أوتسوية تنقذ الإنسانية من النووي ومن الجوع والبرد والعتمة؟؟؟
العالم أمام الخطر النووي الذي تتحكم به (العقيدة النووية الروسية) من جهة، و(عقيدة الردع النووي الأطلسي) من جهة أخرى. عقيدة روسيا تسمح لها باستخدام النووي إذا تعرضت بلادها للخطر، وطبعاً القيادة الروسية هي من يحدد هذا الخطر. ‏أما (عقيدة الردع الأطلسي) فهي حتى الآن تهدد برد (كارثي) وتخفف من وقع كلمة (الكارثة) بأن ردها هذا لن يكون نووياً أي كارثي رغم انه غير النووي. وهكذا فإن العالم أمام خطر نووي مؤجل، ورد غير نووي كارثي ينتظر. وإذا كانت روسيا لم تستعمل النووي حتى الآن فإن الغرب بدأ باستخدام السلاح غير النووي الرادع الذي كثيره كارثة وقليله  يوصل إلى الكارثة. من هنا فإن التهديدات خرجت من كونها تهديدات فقط لتفعل فعلها الكارثي على العالم بد أً من أوكرانيا مروراً بأوروبا وصولاً إلى العالم كله.
‏في سلاح الطاقة ووضعه العالم على (حافة البرد والعتمة) فإن الحرب الروسية على اوكرانيا هددت وتحكمت بإمدادات أوروبا من الغاز. وجاءت العقوبات الغربية و الإجراءات الروسية المقابلة لترفع الأسعار على المواطن الغربي الأوروبي والأمريكي وفي العالم كله. وهكذا بدأت أوروبا الحضارة والتقدم في تقنين الكهرباء وقطعها لساعات عن البيوت، وراح التضخم المالي يتصاعد بسبب أسعار الطاقة وندرتها، الأمر الذي أصاب الحياة الغربية والدولية و أصاب الاقتصاد الغربي الأوروبي والأمريكي والعالمي. والمصيبة أن كل المؤشرات تدل على استمرار تصاعد الحرب، واستمرار إندفاع العالم نحو البرد والعتمة ونحو التضخم المالي والعجز الاقتصادي و الجوع و الفاقة .
‏باختصار، كما أن  سلاح للرد على العسكري والسياسي، فإن الطاقة بدأت سلاحاً للرد على الحياتي والاقتصادي وصولاً للسياسي. وكلا السلاحان كارثي على الحياة الإنسانية و مدمر للاجتماع البشري. وهذا ما يجب أن يحفز كل القوى القادرة على التدخل (مثل الصين و الهند و السعودية و الإمارات ..ألخ) لإيجاد حل لهذه الحرب التي وصلت إلى حافة استخدام الأسلحة الكارثية، لأنه إما الحل والتسوية وإما الكارثة والدمار. وهذا امتحان الإنسانية و المتحكمين بمصائرها في الشرق والغرب!!

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى