فن و ثقافة

من مسلسل صبايا إلى مسلسل صالون زهرة : بوابة مفتوحة على (دراما النوع)

عماد نداف

خاص

مجموعة نساء جميلات تعمل في صالون زهرة (نادين نجيم) ، ومن حولهن قصص حب ، وقضايا حياتية مختلفة، تأخذنا مباشرة إلى نمطية درامية اشتغل عليها منتجو مسلسل صبايا (السوري) من قبل في محاولة لجذب المشاهد بالإثارة ، لكن صالون زهرة تميز بأنه كان وعاء أكثر نضجاً وجدية، رغم استخدامه الثيمات نفسها لجذب المشاهد : (الجمال، الملابس المثيرة، ثرثرات النساء، وجود الرجال من حولهن) !

وإذا كان “صبايا هو مسلسل كوميدي سوري يحكي قصة خمس فتيات يعشن في منزل واحد وما يتخلل ذلك من أحداث ومغامرات متفرقة ضمن إطار اجتماعي كوميدي خفيف” ، كما جاء في تعريفه على الإنترنت، فإن  صالون زهرة ” دراما لايت كوميدي هو عمل لطيف يروي قصص معاصرة للنساء وعلاقاتها مع الرجل والأصدقاء ” أنتج عام 2021 تأليف نادين جابر وإخراج جو بوعيد، كما اوردت المصادر نفسها .

دخل المعطى الفني السوري على العمل من خلال أكثر من عنصر، وأهمه وجود النجم معتصم النهار على صعيد البطولة مع نادين نجيم ، مما يجعل الحديث عنه قريبا من الحديث عن الدراما التشاركية السورية اللبنانية .

وبذلك نلاحظ، أن نادين نجيم أخذت حصتها من نجوم الدراما السوريين المعروفين : تيم حسن، قصي خولي، عابد فهد، معتصم النهار.. وربما نجدها في عمل قادم مع باسل خياط، فالمشروع يقوم على استخدام نجوم سوريين كانوا يسمون في السينما نجوم (شباك التذاكر) ، ليؤسس ذلك إلى تنوع درامي لافت تشتغل عليه شركة الصباح، من دون أن تقع في مطبات النمطية ، فقدمت الهيبة ، وقدمت لو، وقدمت تشيللو، وقدمت نص يوم وطريق وخمسة ونص، وأخيرا..

لكن (صالون زهرة)، وهو يقدم (نمطية) صبايا، استخدم كل معطيات الجذب، لكنه قدم موضوعا دراميا متكاملا، بدأ بمفتاح درامي، شاب سوري (مهرب) له قصة من قصص الحرب، تمكن من فتح الأبواب على مجموعة قضايا لبنانية تتعلق بالحب والزواج والاغتصاب والتهريب والجرائم، وقدم خاتمة رومنسية تريح الجمهور.

هل يحق للدراما أن تبني عنصر النجاح على هذا النوع من الثيمات، نساء جميلات مثيرات يتحركن بحرية ، ويكشفن عن قضاياهن بأريحية، أم أن الدراما في أساسها صورة الحياة بما يقدمه الواقع وتشتغل عليه عين الفنان .

أتقن المخرج جو بو عيد استخدام أدواته دون إفراط، فصنع صورة جديدة خفيفة في تعقيداتها ، كوميدية في تفاصيلها، وأتاح الفرصة للتميز في عمله، إلا أن الفكرة الأساسية التي تؤخذ على هذه النوعية من الأعمال أنها تصب في نهاية الأمر في تسطيح الأشياء، كما هو الحال في مسلسل صبايا الذي انتقد في أكثر من جزء منه !.

(هواة النوع) هم المقصودون من هذا المسلسل، لكن نجومه جعلوا دائرة المشاهدة تتسع ، ونمكنت جرأة المحاور الدرامية الذي بنى عليها السيناريو من إنقاذ العمل من السقوط ، سواء في العلاقة بين الفتيات وعشاقهن، أو بين الماضي والحاضر في حياة أبطاله، وهناك جزء آخر، أعتقد أنه لم يستطع تجاوز الجزء الأول ، الذي يتألف من (15) حلقة، وهو معطى إنتاجي جديد بدأ يظهر في الدراما .

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى