أنسام صيفية

من نحن البشر ؟!

من نحن البشر .. إستيقظت في الخامسة  والنصف صباحا فخطر على البال أن أذهب إلى شرفة بيتي التي تواجه ” الشرق “. فأجلس هناك كي أتفرج على شروق الشمس و ما كدت أصل حتى فوجئت بمنظر القمر بدرا في الجهة المقابلة للمشرق ..

جلست أترقب شروق الشمس وأنا ألتفت كي أشاهد القمر فلاحظت أن القمر يهبط ببطء بإتجاه المغيب بعكس الشمس و هكذا جرفتني الأفكار ، كيف يختفي القمر مع ظهور الشمس . و ما هو مغزى هذا المشهد ؟

تحولت جلستي شيئا فشيئا إلى حوار طريف مع ظهور الشمس كاملة في الوقت نفسه و هكذا طرحت على نفسي هذا السؤال : لماذا يغيب القمر في الوقت الذي تشرق فيه الشمس ؟

و ما هي حقا هذه العلاقة بين الشمس و القمر ؟ ما جدواها ؟ و ما هو مغزاها ؟ و من أنا الذي يراقب و يسأل و لا أحد يجيبني على أسئلتي الكثيرة التي بدأت تتدفق على خاطري ؟

ما هو هذا الكون الفسيح العجيب الذي تسبح فيه النجوم و الكواكب في فضاء لا نهاية له ؟ و ما دورنا نحن البشر في هذا المسرح الخطير و ما دورنا الذي خلقنا من أجله ؟ هاهي الأرض تعاني كما تقول الأجهزة العلمية العالمية من إرتفاع درجة الحرارة ومن هجوم وباء الفيروس الرهيب ” كورونا ” ؟! و لماذا خلقنا ربنا على كوكب ثري بثرواته ومناظره الخلابة والمهدد بالزوال ؟ ما مصير هذا المشهد إذا إستمرت حرارة الأرض في إرتفاعها بعد كذا من السنين ؟ أين يذهب كل هذا الثراء الذي يتمتع به البشر منذ ملايين السنين وهم و كما يبدو مهددون بجفاف أرضهم و قد جفت جميع الكواكب المحيطة بالشمس، وأن تغدو أرضهم صخراً جافاً لا يقطنه أحد !..

ما هو المغزى الأعمق لكل هذه التحولات المميتة في مشاهد الكون الذي تنتسب إليك؟. و لماذا خلق هذا الكون إذ كان مصيره الجفاف أخيراً بعد أمد لا مفر من خاتمته البائسة المريعة كما يبدو ؟؟!

ها هي الشمس التي كنت أنتظر شروقها الرائع و ها هو القمر يفقد بريقه و ينحدر إلى أسفل كي يغيب في الجهة المقابلة للشمس ؟ إن هذا الكون يارب مسرح رائع حقا و لكنه مهدد بالزوال مع الزمن. فما هي هذه المسرحية الكونية بعد كل هذه الأحداث الخارقة . و من نحن البشر الذين لا عمل لنا سوى التفرج و الدهشة و الفزع و الفضول حيال كون خارق لسنا نحن البشر فيه سوى حفنة من الغبار ؟!.

إنهض يا رجل و لا تجعل من مشاهداتك بداية لفاجعة كونية لا مفر منها .. إنهض و عد إلى سريرك و لا تفكر كثيرا في هذه الأيام . أنت لن تعرف شيئا ما وراء جمال الطبيعة أو خرابها و ليس لك سوى أن تستسلم للجهل الذي لا مفر منه عن كل ما طرحت من أسئلة ضائعة !!!.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى