فن و ثقافة

نحن لا نزرع الشوك : الصحفي والكاتب والفنان صورة حضارة!

خاص :

نحن لا نزرع الشوك : أثارت انتباهي ردود الفعل المتتالية على ما كتبته تحت عنوان (أنا زعلان من نقيب الفنانين محسن غازي)، والغريب أن كثيراً من التعليقات اتجهت إلى غير ماتستهدفه الزاوية . فنحن جميعا حريصون على الفن السوري وسمعته ، ولكن في الوقت نفسه نحن لدينا الحرص نفسه على الصحافة السورية والصحفي السوري، وكذلك على الكاتب والباحث والاقتصادي والمحلل السياسي ..إلخ.

هناك رغبة لدى بعض التعليقات في ( فش الخلق ) سواء في الكاتب ــ أي أنا ــ أو في المعني في الكتابة وهو السيد نقيب الفنانين، ومن يعود إلى تاريخ الصحافة السورية يجد الكثير من هذه الحوارات أو السجالات حول فكرة أو موقف ما.

فالصحفي الذي يمتلك سمعة جيدة وينتمي إلى مباديء إعلامية ثابتة وينشر في جهة إعلامية محترمة يكتب دون خوف، وعلى نحو أدق يكتب وجهة نظره كاملة تقوم على مبادئ الصحافة التي ندافع عنها جميعا.

وعندما يحصل هذا ، يتلقف الآخر سواء كان مسؤولا أو فنانا أو كاتبا وجهة النظر ويتفاعل معها، على أرضية حسن النية وسلامة الهدف، لذلك عندما قرأت واحدا من التعليقات التي أرادت التشهير، كان ردي السريع هو عبارة : نحن لا نزرع الشوك، وهي عنوان لرواية عربية معروفة، ولكنها في متن الرد ومعناه أن المادة الصحفية يفترض أن لاتكون حجة لجرح الآخرين أو زرع مشكلة ، بل لابد لها من أن تؤسس للأفضل ، وهذا مافهمه بحب السيد النقيب.

أعتقد جازما أن الفنان محسن غازي، تلقف المادة ليس على أساس أنه أمام (عدوان) ينبغي الرد عليه، وإنما على أساس أن ثمة حالة تستحق الحوار والنقاش، فأنا أعرفه منذ سنوات طويلة، وقد أنشأ هذا التعارف الكاتب الدرامي (سامر رضوان) بالصدفة، وخبرته شجاعاً ونقياً، كما وصفه سامر، ولم تحصل بيننا فيما بعد إلا لقاءات عابرة في مكتب مدير عام الإذاعة والتلفزيون أو مكتب الأستاذ تميم ضويحي مدير قناة دراما سورية الأسبق.

الحوار بين الفن والصحافة ضروري، ومفيد، وبخاصة أنه لايوجد لدينا في سورية صحافة فنية، كذلك يتجه النقد الفني غالبا إلى الانطباعات والمهاترات، وعندما يقام لقاء صحفي أو نشاط فني يحتاج إلى تغطية صحفية يتكاثر الصحفيون من كل المواقع ، وتحدث بعض الإشكالات والحساسيات ، ورغم كل ذلك أنا أدعو إلى احترام الصحافة والصحفيين مع الاحتفاظ بحق الرد للجميع.

أنا أحترم الفنان السوري محسن غازي قبل أن يكون نقيبا للفنانين ، وأحترمه الآن لنوعية الرد الذي سمعته عنه مقدِّرا عبارتي ( أنا زعلان من ..) ، هذا يعني أننا خطونا نحو الجميل الذي نسعى إليه أي النقد القائم على الحوار ..

في هذه المساجلة بين القراء وبيننا ينبغي أن نثبت فكرتي أننا (لانزرع الشوك) ، وينبغي أن ننتظر سعة الصدر عند المسؤولين ، أتعرفون ماذا طلب أحد القراء، الذي أراد تشويه رأيي؟  طالب برفع دعوى عليّ ، فضحكت .

تريد أن تحبسني أيها القارئ لأنني أكتب رأيا بفنان نجم عرفت أنه احترم رأيي مشكوراً، واحترمني دون تردد !

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى