هذه الطبيعة العجيبة
هذه الطبيعة..
قشرتُ الرمانّة الكبيرة – ذات الطعم اللفّان بالعامية – و شرعت أحزها إلى حزوز و أزيح عن حبوبها الحمراء وغطاءها الأصفر اللون وأفرط حباتها ثم أجمع بعضها بين أصابعي ثم ألعقها وأمتص رحيقها. كنت مأخوذاً بلون حباتها وطعمها بين الحلاوة والحموضة وشيئاً فشيئاً بدأت أنتبه لتوزيع الحبوب في حفر صغيرة بحجم الحبة المستقرة فيها و بالغطاء الرقيق الملتوي حسب شكل الحبة التي يغطيها …
لا أدري لماذا شعرت بالإعجاب الشديد – ربما لأول مرة – بهذا التكوين الخلاب للرمانة و حبوبها وطعم رحيقها ، وفي الوقت نفسه رحت أفكر – لأول مرة – بالفواكه اللذيذة كلها بأشكالها و ألوانها و تركيبها المعقد المتقن ..
وجدتني مأخوذاً بهذه الظاهرة التي إستولت على تفكيري في كل أنواع الفواكه بأغلفتها المتنوعة ، وطعموها المختلفة بلذاتها و تركيب أشكالها المعقدة و المتقنة .. و فجأة وجدتني أفكر بأضدادها من الفاكهة المزعجة بأشواكها و الفطور السامة القاتلة المشابهة للفطور الصالحة للأكل والطبخ …
وهكذا وجدتني أتساءل لماذا ننعم بالطبيعة السخية بالطعوم الملذة أحيانا وأحيانا أخرى بالنباتات المزعجة بأشواكها كالصبار أو القاتلة بسمومها كالفطر…
هنا سألت نفسي لماذا هذا الإنقسام في المخلوقات النباتية ؟؟!.. وأيضا لدى البشر بين الأخيار و الأشرار …
بين الطعوم اللذيذة و الطعوم السامة القاتلة ؟ أو بين المجرمين السارقين أو المجرمين القتلة؟!! أو بين الصادقين في محبتهم و سلوكهم الرفيع ؟ فكرت كثيرا إلى أن توقفت عن معرفة الجواب على هذا السؤال الصعب .. فهل لدى أحد منكم جواب مريح ؟! ..أنجدونا بذكره..