صحة ورشاقة

هل يُحسّن المغنيسيوم النوم فعلاً؟

رغم الهوس بالمغنيسيوم كمكمّل سحري للقلق والأرق، إلا أن فعاليته الحقيقية محدودة. فما هي فوائد هذا المعدن وما هي مخاطره؟

 

اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي موجة من الفيديوهات التي تروّج للمغنيسيوم كحل شامل لمشكلات مثل الأرق، القلق، وتقلّصات العضلات، ما دفع الملايين إلى البحث عنه شهرياً. لكن الأدلة العلمية تشير إلى صورة أكثر تعقيداً: هذا المعدن أساسي لصحة الجسم، نعم، ولكنه ليس علاجاً سحرياً لكل شيء كما يُشاع.

المغنيسيوم… فوائده المثبتة والمحدودة

يلعب المغنيسيوم دوراً مهماً في وظائف عدّة كتنظيم ضغط الدم، تقليل التشنجات العضلية، التخفيف من الصداع النصفي، دعم صحة العظام، والمساهمة في استقرار مستويات السكر في الدم. كما تشير بعض الأبحاث إلى أن الحصول على كميات كافية منه قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

لكن عندما يتعلق الأمر بالصحة النفسية والنوم، فإن الفوائد تختلف. بعض الدراسات الصغيرة تشير إلى أن المغنيسيوم قد يساعد في حالات القلق الخفيف أو المؤقت، وقد يُخفف من التوتر بعد المواقف الصادمة، ولكنه لا يظهر فعالية واضحة في حالات القلق المزمن أو اضطرابات الهلع أو الاكتئاب السريري.

ماذا عن النوم؟ الأدلة لا تزال ضعيفة

رغم شيوع استخدامه لتحسين جودة النوم، فإن الأدلة العلمية لا تدعم بشكل قاطع فعالية المغنيسيوم كمساعد في حالات الأرق. تشير مراجعات منهجية حديثة إلى أن بعض الأشخاص ينامون أسرع بـ17 دقيقة عند تناول المغنيسيوم، إلا أن ذلك لم ينعكس في مدة النوم أو جودته بشكل موثوق. وغالباً من استفادوا من المغنيسيوم يعانون من نقص فيه أساساً، وهو ما يجعلهم يحصدون الفائدة دون أن تكون عامة لجميع المستخدمين.

كما إن الدراسات المتوافرة تعاني من مشكلات في التصميم، وقلة عدد المشاركين، وتنوع في الجرعات والتركيبات، ما يصعّب استخلاص نتائج حاسمة. وقد يعود تحسّن النوم في بعض الحالات إلى نمط حياة صحي يرافق تناول المغنيسيوم، مثل ممارسة الرياضة وتناول أطعمة غنية بالمغذيات.

هل يفيد القلق؟ ربما… بشرط

بحسب ما قاله الطبيب النفسي ومؤلف كتاب «العقل الشافي للذات»، الدكتور غريغوري سكوت براون، لصحيفة «ناشونال جيوغرافيك»، يمكن للمغنيسيوم أن يكون خياراً جيداً في حالات القلق الطفيف، خاصةً لمن يرغبون في تجربة حل طبيعي قبل التوجه إلى الأدوية. بعض الدراسات أظهرت تحسناً في الأعراض بعد العمليات الجراحية أو التجارب العاطفية الضاغطة، فيما أظهرت أخرى تأثيراً طفيفاً في القلق الخفيف والاكتئاب المعتدل. لكن هذه النتائج لا تنطبق على الاضطرابات الشديدة التي توجب إشرافاً طبياً متخصصاً.

ما الجرعة المثالية؟ وكيف نتناوله؟

الكميات الموصى بها يومياً هي 310-360 ملغ للنساء و400-420 ملغ للرجال. يحصل معظم الناس على المغنيسيوم من أطعمة مثل:

– الخضار الورقية الخضراء (كالسبانخ)

– الأفوكادو

– المكسرات والبذور (اللوز، الكاجو، بذور اليقطين، دوار الشمس)

– الكاكاو الداكن

– البوشار

لكن نحو نصف سكان الولايات المتحدة، بحسب الدراسات، لا يلبّون هذه الحصة اليومية، ما يفسّر التوجّه نحو المكمّلات.

لمن يفكر في تناول المغنيسيوم كمكمّل، يُنصح ببدء جرعة منخفضة (مثلاً 100 ملغ يومياً) ثم زيادتها تدريجياً. ويُفضَّل اختيار مغنيسيوم غلايسينيت أو غلوكونات، لكونهما أفضل امتصاصاً وأقل تسبّباً في الإسهال، مقارنة بـ«سترات المغنيسيوم» التي تُستخدم كمليّن.

تحذيرات وتداخلات دوائية

رغم أن الجسم يتخلّص من الكمية الزائدة من المغنيسيوم عبر الكلى، فإن تناول جرعات عالية من المكمّلات قد يؤدي إلى آثار جانبية كالإسهال، الخمول، انخفاض ضغط الدم. الأشخاص الذين يتناولون أدوية لضغط الدم، أو أدوية مدرّة للبول، أو مضادات حموضة، أو يتابعون علاجاً لحالة قلبية أو هشاشة عظام، عليهم استشارة طبيبهم قبل تناول المغنيسيوم.

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى