افتتاحية الموقع

يمضي العام تاركا” مصائبه على رأسنا . فهل نستبشر بالقادم ؟؟!!!!

يمضي العام 2021 غير مأسوف عليها.. الله معها، والله لا يردها لأنها لم تحمل الخير الذي أنتظره العالم بل إزدادت حكومات العالم فشلاً في مواجهة ما ينغص الحياة الإنسانية على شعوبهم . كما فشل النظام العالمي في إقرار السلم والأمن الدوليين . وبالعكس تكاد الأزمات تتفجر في جهات الأرض الأربع، و هذا ما يبرر الإجماع على التقييم القائل : راحت 2021 الله لا يردها !

في الدولة الأعظم الولايات المتحدة الأميركية شكلت 2021 سنة بايدن الأولى في الحكم ، و لكنه فشل في تحقيق وعوده الثلاثة خلال العام . فعن وعده حول مكافحة كوفيد أزدادات الإصابات و توسع الإمتناع عن اللقاح وجاء المتحور أوميكرون ليزيد من تهديد الوباء لحياة الأميركيين واقتصادهم . أما وعده حول المناخ و تخفيض الإحترار إلى 1,5 درجة مئوية فقد فشل و كثيرة هي الدول التي لم تلنزم بإتفاقية المناخ . أما وعده الثالث باستعادة توحيد الأمة الأميركية فمازال الفشل فيه يزيد الإنقسام بين الجمهوريين والديمقراطيين، كذلك بين البيض و السود . وأبلغ فشل لبايدن تجلى في عدم تحقيق التعافي الإقتصادي الأمر الذي كلف الخزينة  أكثر من تريليوني دولار … طبعاً فشل 2021 لا يعني أنه يسقط أميركا عن عرش الدولة الأعظم ، و لكنه زاد من تقصيرها في معالجة أزمات العالم إضافة إلى سياسات الإدارة غير المناسبة للتعاون الدولي في إقرار السلم والأمن الدوليين .

في إطار الأزمات الدولية ، مازال الصراع بين الصين وأميركا يتصاعد خاصة في الإطار الإقتصادي وحول هونغ كونغ وتابوان وذلك تحت لافتة إيديولوجية هي الصراع بين الديمقراطية الأميركية والسلطوية الصينية . … وتحت نفس اللافتة يتصاعد الصراع الأميركي مع روسيا  و يزداد التوتر على الحدود الأوكرانية و ينذر بالإنزلاق إلى صدام عسكري . أما الصراع الأميركي الإيراني حول الملف النووي فمازال يشعل المعارك الدبلوماسية ويناور بالضربات العسكرية . وإضافة لما تشكله هذه الأزمات على العالم كله فإنها تؤثر بشكل مكثف على المنطقة العربية وتزيد من مشاكل الدول العربية وتهدد الحياة الطبيعية لشعوبها .

أزمة اليمن تزداد إشتعالاً وإيلاماً بالشعب اليمني . كذلك فإن ليبيا تدخل في إستعصاء سياسي يديم الصراع والإنقسام الملائم للمتطرفين  والسماسرة والمرتزقة . ولبنان مازال يعاني من طبقة سياسية لا تستحقه لأنها توغل في فسادها ولصوصيتها وتبعيتها للأجنبي ، بينما الشعب اللبناني يعاني من فقدان الغذاء والدواء والكهرباء ويسقط في الإنهيار الإقتصادي .. وسورية التي أستطاعت كسر القوة الأساسية للإرهاب واستعادت معظم سيادتها على أرضها تعاني من نتائج العقوبات الجائرة والحصار الإقتصادي الخانق إضافة إلى الفساد الوقح والفشل المتمادي مما يجعل الشعب السوري يختنق معاشياً بعد إنتصاره على الإرهاب عسكرياً . و رغم تقدم تجربة الإمارات في توفير حياة كريمة لشعبها، و فتح السعودية لأبواب الحداثة أمام المجتمع السعودي، ورغم الإستقرار النسبي لدول الخليج، إلا أن زعزعة إستقرار الدول العربية الأخرى يهدد إستقرار الوطن العربي كله . وهذا ما انتبهت له الإمارات و يلح على السعودية و مجلس التعاون الخليجي أن تعتمد الرؤية العربية الشاملة في إستراتيجية إقرار الإستقرار في كل البلاد العربية، كلها ، وعدم نسيان الخطر الصهيوني الذي يهدد كل العرب، وعدم السكوت عما تفعله إسرائيل في الجولان والضفة وغزة و كل فلسطين و خاصة القدس والأقصى .

المصيبة ليست في ذهاب 2021  بل المصيبة أن لا أمل لحلول للأزمات التي تتركنا غارقين فيها . . والخوف أن تكون 2022 أضرب وألعن خاصة إذا أستمرت الحكومات على نهجها في محاولة كسر الآخرين والسيطرة عليهم و نهبهم . والمصيبة، إذا بقيت القوى العظمى في صراعاتها وتنافسها مع إبقائها لأزماتنا العربية مشتعلة  و طرق الحل مسدودة، فهل يبحث العرب عن طريق لحل مشكلاتهم عبر تعاونهم و تنسيق العمل فيما بينهم … فهل تستحي حكوماتنا ويقتنعون أن لا حل لشعوبنا إلا بتعاون حكوماتنا و تجاوز الخلافات الثانوية للتمسك بالمصلحة الإستراتيجية   . . و سنستقبل العام الجديد على أمل أن تخجل حكوماتنا و أن تستحي….  و للتفاؤل : كل عام و انتم و كل العرب و كل البشر بألف خير !!.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى