عيد الأضحى المرعب !
عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أو بأمر فيك تجديد
أما الأحبة بالبيداء دونهم ياليت دونك و دونها بيد
رحمة الله عليك أيها الشاعر الخالد المتنبي الذي قال شعرا حتى في الأعياد المقدسة التي باتت كاذبة في عصره .
ماذا عن عصرنا و قد ذهب المتنبي !؟ … أنا لا أتذكر في حياتي مناسبة عيد الأضحى إلا مع الأحوال التي تحاصرنا في هذه الأيام السوداء التي لا معنى لأي عيد يفتح أبوابه لنا في ميعاده الزمني و إن لا فهل لنستحق فعلا أن نحتفي بعيد يسمى عيد الأضحى و كأننا الأن فقط تصدمنا غرابة هذا الإسم ” عيد الأضحى ” أي العيد الذي يذبح فيه المسلمون الأغنام البريئة و كأنها تبدو لأول مرة في تاريخنا أن كلمة الأضحى ليست جديرة بالتعبير عن ضحايا الأغنام البريئة التي نذبحها و نبتلعها فرحا بهذا العيد !..
كيف نفرح إذن مع وباء الجراثيم القاتلة المسماة كورونا التي تفتك بملايين البشر على كوكب هو الوحيد الحافل بالحياة وسط كواكب ميتة و كأنه يقول لنا : هذا هو دوري في التعبير عن موتي إسوة بإخوتي الكواكب المحيطة بالشمس .. و إن لا فما هو مغزى هجوم هذا الوباء على كوكبنا و نحن مازلنا نحتفل بالأعياد و كأننا حقا بشر خالدون على كوكب خالد !…
لا .. إن سوريا في وضعها الحالي و قد هاجر أكثر من نصف سكانها بعيدا عنها ليس خوفا من الوباء فقط بل من مطاردة الحكومة التي ما تزال تتردد في فتح باب العفو العام الجدير بالإهتمام مع تجديد الولاء لرئيس الجمهورية الشاب الذي أقسم على ما يبشر بأن المهاجرين بكل أنواعهم عائدون إلى بيوتهم بسلام …
هذه هي بلادنا العزيزة تتعرض أكثر من أي عهد مضى إلى مصير عجيب يهددها بأنها ستخسر كثيرا من أراضيها التي يحتلها أكثر من طرف إقليمي ودولي، فماذا تبقى لنا كي نحتفل حقا بعيد الأضحى ؟!..
هذا هو الذي قاله المتنبي و كأنه يبعث حياً في بلادنا كي نردد من ما قاله في مصر مع العيد الأضحى ..عيد الخرفان و الأغنام و اللحوم و الطعام الهني في عيدنا الكبير الأضحى !.
عيد بأي حال عدت ياعيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد ؟!
رحمة الله عيك أيها الشاعر الكبير الذي عرفت عن حياتنا أكثر مما نعرفه الأن ..فالبيداء سرقت منا أحباءنا و لم يبقى سوى الأشعار الغاضبة و الباكية و المستقبل المرعب الذي يترصدنا قريبا …