ما هو دور الربيع الأهم
ها قد اقبل الربيع بطقسه المعتدل وهاجت الطيور بين الناعمة الرقيقة و الخشنة الضخمة فوق رؤوسنا وفي غاباتنا و أجوائنا المرتفعة و بدأنا نسمع من جديد حولنا من يفضل فصل الربيع على بقية الفصول. والحق ان كل احكامنا كما ترون هي وليدة الاحكام الناقصة فلولا النسور مثلا لما احببنا الحمام و في الفصول الأربعة لا نحب الربيع إلا اذا اقترن ذكره بفصول الشتاء و الخريف و الصيف و من أحب المشمش أكثر من الفواكه الاخرى كالكرز أو الخوخ مثلا و ليس لهذا الترتيب ان يلغى فقط بالفصول او الفواكه أن يلغى الدراق والمشمش مثلا و بالتالي إذا نقلنا الترتيب بين المخلوقات كلها لوجدنا انفسنا لا نحب الفاكهة التي اخترناها او نميل إلى طير السنونو إلا إذا حكمنا على هذا التفضيل من خلال ضيقنا بالطيور المفترسة و كأن الطبيعة بأكملها لا يجوز إلغاء الجراثيم الضارة كي نحب المفيدة وحدها في حضور الاجسام البشرية.
وهكذا لولا البشاعة لما فهمنا امتياز الجمال البشري فلولا هذه المتناقضات لما أدركنا فعلا امتياز المخلوقات الضارة في تقديرنا عن المخلوقات المفيدة و كأن الحكم السليم في هذا الكون الذي نراه متخبطا مثالا كاملا للخلق الكوني انه لا يكتمل الا بوجود المضادات..
آه ..تقال أيها المشمش او الكرز كي نحكم جيدا على النباتات السامة فنرى الفواكه الطيبة كما يجب ان نراها و نرى الاذكياء من البشر غير موجودين إذا اعترضنا في احكامنا على الشرير الذي بوجوده وبتقديرنا لدور الشرور مقابل الاعمال المفيدة … و هكذا يبرز دور العلماء في اختصاصهم بين اكتشاف الشرور مقابل الحسنات الجميلة و هكذا يقاس الجمال !!