خاص
بحضور رئيس الوزراء السابق الدكتور وائل الحلقي و جمع من الأدباء و الكتاب الكبار أقيمت بالمركز الثقافي العربي بدمشق أمسية احتفالية تضمنت قراءات نقدية للمجموعة القصصية أسلاك شائقة للكاتب للدكتور محمد عامر المارديني وزير التعليم العالي السابق و رئيس جامعة دمشق ، تخللها في نهاية الأمسية توقيع للمجموعة الصادرة عن دار دلمون الجديدة بدمشق و المتضمنة ثمان و عشرين قصة .
و أسلاك شائقة مجموعة قصصية من الأدب الساخر الذي يعتبر من أصعب أنواع الكتابة لحاجته لقدرات خاصة و رؤية ثاقبة نافذة تستطيع إيصال الفكرة بأسلوب ساخر.
و في مداخلة للدكتور عبدالله شاهر قال أن الادب الساخر يعد شكلا من أشكال الادب الراقي لاشتماله على كافة أنواع الإبداع الأدبي و بقدرته الفائقة على طرح موضوعات متنوعة بسخرية و التي هي طريقة من طرق التعبير التي يستخدم الكاتب فيها ألفاظا تقلب المعنى إلى عكس ما يقصده المتكلم الحقيقي بغرض أساسي منه و هو النقد و الوقوف على مواضيع تلفت الانتباه من خلال قدرة الكاتب على تحويل الألم إلى بسمة.
و شارك الكاتب و المسرحي محمد الحفري بالقراءة النقدية حيث أشار إلى أن الأدب الساخر هو ادب لا يلم به إلا القلة من الكتاب و الأدباء و هو اقرب من حيث التشبيه إلى أدب الأطفال الذي تجتمع فيه صفتان مهمتان و هما الصعوبة و البساطة في الوقت ذاته فهو السهل و الممتنع، و هذا ما لاحظناه في مجمل نتاج الدكتور الأديب محمد عامر مارديني و خاصة في مجموعته الأخيرة أسلاك شائقة التي يتضح من خلالها الهدف الأساسي لهذا الساخر و غايته من العنوان الذي ينقسم إلى أسلاك التي تحيلنا مباشرة إلى الوجع و الظلم و ربما القيد لكنها شائقة و التي تحمل الامتاع و قد يأخذنا إليها الشوق و تحثنا الرغبة و تماشي المحبة إليها لتصبح الأسلاك شائقة حقا عند المارديني.
و قد تساءل الكاتب الاستاذ عماد نداف بمداخلة له بأن هل يمكن أن تنتقل هذه المجموعة لدراما و نشاهدها على شاشات التلفزيون و أشار إلى أهمية توسيع تجربة الكتابة الساخرة في سوريا.
و قد أوضح الدكتور مارديني أن الأدب الساخر ليس صنفاً أدبياً بحد ذاته، إنما هو أسلوب كتابة يختلف عن الكتابة الكوميدية أو الفكاهية، من خلال تشخيص الواقع المعاش و مشاكله ضمن إطار أدبي باستخدام لغة سليمة رشيقة تحمل في طياتها جمال التعبير و الوصف.
أسلاك شائقة لمؤلفها محمد عامر المارديني مجموعة مبنية متونها على أساس الامتاع و تحتوي على نمنمات لطيفة تلامس الإنسان و تدغدغ الجراح .
