لتعزيز التواصل الإيجابي و الذي يقصد فيه التواصل بين الزوجين لغة التفاهم بينهما، والتي تنتقل من خلالها الأفکار والمشاعر والرغبات والاتجاهات من طرف لآخر، والتواصل الإيجابي بين الزوجين يهدف إلى تلبية احتياجات طرفي العلاقة بالقدر الكافي، وبالطريقة التي تجعلهما راضييْن بما فيه الكفاية، وهو عمليةٌ يتمُّ فيها نقل مشاعر وأحاسيس كل طرف إلى الطرف الآخر.
مفتاح سلامة العلاقة واستمراريتها
يقول خبير العلاقات الأسرية نبيل الرافعي لـ”سيدتي”: “التواصل الإيجابي مع الشريك هو المفتاح الأساسي لسلامة العلاقة الزوجية واستمراريتها. وهو فن لبناء العلاقات القوية بينهما، وقدرة كل منهما على إقناع الطرف الآخر والتأثير فيه. ولا يقصد بالتواصل الإيجابي التحدث والكلام المحمل بالغزل والعبارات الجذابة المليئة بالحب في الأوقات والأجواء الشاعرية، بل يقصد به التواصل في الأوقات والمواقف الجادة في حياة الشريكين. ولكي يتوافر تواصل إيجابي بين الزوجين؛ يجب أن يظل الود والرحمة موجوديْن في الأسرة.
طرق لتعزيز التواصل الإيجابي بين الزوجين
لتعزيز التواصل الإيجابي تخصيص الوقت المناسب للتواصل
لابد من تخصيص وقت محدد للتحدث والتواصل مع الشريك، أو جلسة أسبوعية للتعبير عن الأفكار بشكل سهل وبسيط، ودون تردد في تأجيل عملية التواصل، في حال كان أحد الشريكين متعباً أو حتى منفعلاً. تساعد هذه الجلسة على زيادة عمق الحديث، وتعزيز قوة العلاقة بين الطرفين. بل وتمكّن من حل الخلافات الكبيرة أو حتى تجنبها في معظم الأوقات.
لتعزيز التواصل الإيجابي نبرة الصوت المعتدلة
ينبغي تجنب ارتفاع الصوت، والتي تتراوح ما بين الحدة والعنف. فهذا ما يهدد صفاء جو الحوار، ولا يجب فرض الرأي من خلال الصوت المرتفع. فالصوت المرتفع يهدم الحوار الفعال ويقلل من فرص التواصل الإيجابي بين الزوجين. فدائماً ما تتوتر الكثير من العلاقات أو تنتهي تماماً؛ بسبب نبرة الصوت المرتفع، وبالتالي سيؤثر على استكمال الحوار.
لتعزيز التواصل الإيجابي كن حذراً من كلماتك
ينبغي الحرص عند اختيار الكلمات والألفاظ في أثناء الحوار والتواصل مع الطرف الآخر، فقد تفقد حديثك حتى وإن كان صادقاً؛ بسبب عدم اختيارك للكلمات الإيجابية السليمة؛ لأنها قد تعكس كلامك الصحيح.
لتعزيز التواصل الإيجابي الحفاظ على التركيز
لا بد من تفعيل سبل النقاش بين الزوجين، كما ينبغي التركيز في الحديث عند مشاركة شريك الحياة في كل الأمور؛ لما له من انعكاس كبير على العلاقة بينهما.
التواصل الصريح والصادق
يجب أن يكون التواصل بين الزوجين صريحاً وصادقاً، فعبّري عن مشاعرك وأفكارك بصراحة، وبدون تحفظات، فقط أخبري شريكك بما يجول في ذهنك، ومدى تأثيره عليك، وتحكمه في انفعالاتك.
لتعزيز التواصل الإيجابي ضرورة أن تكون التوقعات واقعية
يجب الحرص على أن تكون توقعاتنا من الشريك واقعية ومنطقية، ويتوفر ذلك من الحوار السليم للطرف الآخر.
نقاش صريح وواقعي
وبأسلوب النقاش الصريح والواقعي بين الزوجين؛ يجعل الطرفيْن قادريْن على فهم وجهة نظر الآخر بكل وضوح، ويمكن أن يؤدي هذ النقاش إلى الاقتناع بوجهة نظر أو فكرة الطرف الآخر، أو يمكن تغيير الرأي باقتناع، بعد أن تتضح وجهة النظرالأخرى.
لتعزيز التواصل الإيجابي تجنب الأنانية
عند التحدث مع شريك الحياة، عليكِ الاهتمام بذاتك، وتجنب الموقف الأناني وقت الحديث مع شريك حياتك. وينبغي ألا تؤخذ المناقشات والأمور بصورة شخصية، بل لابد من ترك مساحة للشريك الآخر؛ للتعبيرعن آرائه ومواقفه، بكل ثقة ورحابة صدر وحرية، ومن الضروري التفهم أن لكلا الطرفين آراء مختلفة.
بحث أوجه التشابه
خلال الحوار، لابد من التركيز على إيجاد نقاط مشتركة يمكن مشاركتها بين الشريكين، بدلاً من التركيز على الخلافات. والعثور على أوجه التشابه فيما بينهما؛ تجعلهما مقتربيْن من بعضهما.
التحلي بالايجابية
في حوار الطرفين معاً، ينبغي التركيز على سلوك يتسم بالإيجابية، والذي ينبغي رؤيته مستقبلاً. مع عدم ذكر كل ما هو سابق أو ماضٍ. كما والتأكيد على نسيان المواقف السلبية، أيضا. فالإيجابية في التواصل طريقة فعالة في الوصول إلى داخل القلوب، وله دور في تعزيز تقبّل الشريك ويقرّب المسافة بينكما.
البعد عن الفوز بجولة الحوار
أثناء التواصل، ينبغي البعد عن الاهتمام بالفوز بجولة الحوار، بل ينبغي التركيز على إيجاد أفضل الحلول.
الاستماع الفعّال
إحدى أهم مهارات التواصل الإيجابي بين الزوجين هي الاستماع الفعّال، فعند الحوار مع الشريك؛ ينبغي الإنصات بشكل صادق وبتركيز لحديثه، مع تجنّب المقاطعة أثناء الحوار، بل ينبغي استعمال لغة الجسد الإيجابية؛ مثل التقرب منه، والنظر في عينيه بتركيز، والتعبيرات الواضحة؛ لإظهار الاهتمام به.
محاولة فهم احتياجات الشريك
إن أهم مهارات التواصل الإيجابية؛ هو محاولة فهم احتياجات الطرف الآخر، والسعي في إشباعها، وهو جانب فعال للتواصل الناجح، وهو من أهم أهداف التواصل بين الأزواج، فبدون تلبية احتياجات الطرفين، وبدون إشباع الرغبات والاحتياجات؛ لا يمكن أن تستمر الحياة الزوجية، حتى في حالة تنازل أحد الطرفين عن إرضاء رغبات الطرف الآخر.
مجلة سيدتي